تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
الساعة التاسعة صباحا من داخل مطار معيتيقة الدولي تنطلق طائرة الخطوط الإفريقية متجهة إلى مطار طبرق ونحن ” العبد لله والمصور محمد الطاهر” داخلها رفقة مجموعة من أعضاء مجلس النواب وبعض وزراء حكومة الوحدة الوطنية.
وصلنا إلى مطار طبرق وشعور بالفرح الممزوج ببعض الرهبة التي اختفت فور نزولنا من الطائرة ولقائنا بمن كان في الاستقبال من الأجهزة الأمنية المسؤولة عن تأمين المطار والوفود الواصلة وحتى الإعلاميين من هناك والجهات التنظيمية التي رحبت بنا أكمل ترحاب وهنا أتوجه بالشكر الجزيل للرائع سراج الضراط والناطق باسم النواب عبد الله بليحق ومن الأجهزة الأمنية التي كانت مرافقة وعملت بكل جد على التأمين.
خرج النواب من المطار وذهبوا فورا إلى ديوان ومقر مجلس النواب في طبرق وبقينا نحن بانتظار باقي الوفود المتمثلة في رئيس الحكومة والمجلس الرئاسي الجديد والبعثة والسفراء الذين حضروا حتى نوثق لحظة الوصول وقد حصل ومن ثم صعدنا الحافلة رفقة الرائع سراج والذي أشكره مرة ثانية لكل ما قدمه لنا ولتعامله الإنساني معنا والحرص على عدم تركنا لوحدنا رغم انشغالاته.
وصلنا للمقر وكانت الجهات الأمنية منتشرة وبكثافة لا توصف عند البوابة الخارجية ولكن الدخول كان بأيسر من اليسر وحظينا بحقنا من الترحيب من قبلهم … دخلنا البوابة وأول مشهد ارتأيناه هو ” جملان مجهزان للنحر ” في احتفال من أهل طبرق لأجل الترحيب بمَن وفد ولأجل الحدث الحاصل المتمثل في أداء القسم.
حان وقت العمل الآن وقد جهزنا معداتنا الخاصة بالتصوير ونقل المعلومة، وكما هي العادة فقد وصلتنا التعليمات من المنظمين بالسماح فقط لدخول المصورين وبقاء المراسلين بالصالة الخارجية وهو ما حصل.
دخل محمد الطاهر للتصوير وبقيت وحيدا لأكثر من ساعة بالصالة الخارجية حتى آنس وحدتي زملاء المهنة من قنوات ليبيـا الحدث والعربية والعربية الحدث، نعم إنهم زملاء المهنة من القنوات المذكورة الذين تعاملوا معنا بكل إنسانية ومودة في رحلتي سرت والسلام طبرق ولهم منا كل التحية والتقدير جميعا، لحظات قليلة ويبلغنا المشرفون بأن وقت الدخول قد حان وأن هناك مؤتمرا صحفيا للناطق باسم مجلس النواب سيعقد بعد دقائق.
دخلنا القاعة وكان المؤتمر الصحفي على وشك أن يبدأ وشعار قناتنا كان بالحقيبة خارج القاعة وخشيت أن يبدأ المؤتمر وشعار قناتنا ” اللوغو” غير موجود بين بقية الشعارات الخاصة بالقنوات الحاضرة فذهبت فورا للسيد عبد الله بليحق طالبا منه أن يؤخر المؤتمر قليلا حتى نجهز فوافق فورا ولم يمانع للحظة، وصل الشعار وانطلق المؤتمر وكان لنا فيه من الأسئلة نصيب.
لحظات قليلة وسراج يتجه نحونا ويبلغنا بأن الحافلة الخاصة بنا قد اضطرت للذهاب وقد قام بتأمين أخرى لنا لتقلنا للفندق الذي سنستريح فيه لساعات قليلة قبل أن ننطلق بعد ذلك للمطار حتى نعود للعاصمة. وصلنا الفندق وتمكنا من إجراء لقاءات مع وزيري الداخلية الجديد خالد مازن … والدولة لشؤون رئيس الحكومة عادل جمعة ومجموعة من النواب، ولكن أهم لقاء بالنسبة لي كان مع أحد أفراد الأمن الموجودين الذي تشرفت بلقائه والحديث معه ومن بعد الحديث أخبرني أنه أحد أبناء غريان الذي اضطروا للخروج منها يوم 26 يونيو ولم يعودوا حتى اللحظة ” وهذا ملف كبير وجب الحديث فيه مطولا حتى نلقى له الحل المطلق المنصف.
يخبرنا المشرفون بأن موعد المغادرة ورحلة العودة قد حان وفي الطريق تحسفت وسُعدت في آن واحد فالحسافة كانت لأننا لم نتمكن من رؤية المدينة والبقاء فيها وسُعدت لأنني تأكدت من طيبة خلق أهل طبرق ولكل عمل إنساني قاموا به لأجلنا والذي بيّن لنا معدنهم النفيس.
ختاما كل التحية والتقدير والشكر والمحبة لأهلنا في طبرق وكم تشرفت بهذه الزيارة ولو أنها كانت قصيرة جدا، وكم سأكون سعيدا لو كانت لي زيارة أخرى هناك.
الكاتب .. إسلام النويصري