تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
محمد صادق.. الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
أفاد مصدر أمني من داخل قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا عن رصد طائرات مسيرة فوق سماء القاعدة آواخر الشهر الماضي، وبعد التدقيق وفحص الصورة تبين أنها مسيرة “إم كيو-4 سي تريتون” الأمريكية، هذا الأمر أثار الكثير من التساؤلات على المستوى المحلي والدولي حول الهدف من تحليق الطيران المسير فوق سماء الوطية وما إذا كان هذا دليلاً على فقدان تركيا لنفوذها العسكري في غرب البلاد.
حيث إن هذه التحركات جاءت بعد أيام قليلة من تصريحات قائد القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا “افريكوم” الجنرال، مايكل لانغلي، الذي لمّح إلى أن واشنطن تبحث عن حلفاء جدد في المنطقة وأن ليبيا قد تكون أحد الحلفاء، ونفى وجود أي نوايا أمريكية لنشر قواتها في البلاد.
ويرى مراقبون في تصريحات قائد الأفريكوم تضاربا غير مفهموم، فكيف له أن يقول “واشنطن تبحث عن حلفاء جدد وليبيا ضمن المرشحين وفي الآن نفسه ينفي نوايا نشر قوات الأفريكوم في البلاد؟”.
وأضافوا متسائلين حول ردت الفعل التركية في هذا السياق كونها ذات النفوذ الأكبر في العاصمة طرابلس وغرب ليبيا عموما.
ويشيرون إلى تواجد عسكري أمريكي غرب البلاد متمثل في قوات “أمينتوم” منذ أبريل العام الجاري، ومن غير المستبعد أن يعلن الأفريكوم عن نقل قواته من النيجر إلى طرابلس خلال اجتماع حلف الناتو الذي من المقرر أن ينعقد في الفترة بين 9-11 يوليو الجاري.
وفي السياق ذاته يؤكد عدد من الخبراء في الشأن الليبي أن واشنطن تبحث عن موطئ قدم لها في القارة السمراء قريب من الدول التي تشهد حالة من التخبط السياسي والأمني ووجدت في ليبيا ضالتها والموقع الأمثل لها لكي تكون على مقربة من السودان الذي يشهد حرباً أهلية دخلت عامها الثاني، والنيجر التي أنهت اتفاقيتها العسكرية مع الولايات المتحدة وأخرجت 1000 جندي أمريكي من البلاد.
ويؤكدون أن واشنطن والتي تسعى لمجابهة النفوذ الروسي المتنامي في إفريقيا ستتخذ من غرب ليبيا مقراً لها والتساؤلات تدور حول تأثير ذلك على النفوذ التركي.
كما أن رصد الطائرة المسيرة “إم كيو-4 سي تريتون” فوق قاعدة الوطية آواخر يونيو الماضي لم يكن الأول من نوعه، ففي مطلع الشهر نفسه تم رصد المسيرة نفسها تقوم بأعمال إستطلاع بهدف جمع صور تفصيلية ومعلومات استخباراتية فوق سماء طرابلس ومصراتة، كما أن تركيا لم تعلق على أخبار الطلعات الجوية الأمريكية مع ورود الأنباء عن استمرار تجهيزات واشنطن لإرسال قواتها إلى ليبيا في القريب العاجل.