تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
نقترب اليوم من اتخاذ قرار حاسم بإرادة شعبية خالصة لتحديد المسار نحو استعادة الدولة وسنخوض معركة فاصلة لتحرير البلاد، هكذا بدا خطاب حفتر قبل أيام وسط تحشيد عسكري واستعراض لمقاتلات ميغ الروسية.
ولم يخلُ خطاب حفتر الذي صاغه بلغة قديمة كان يصوغ بها خطاباته أثناء عدوانه على طرابلس قبل سنتيْن من رسائل للداخل والخارج الليبـي في أعقاب توقيع ليبيـا اتفاقيات اقتصادية مع تركيا ومعارضة مصر لها.
ورغم ترحيبه بالمبعوث الأممي الجديد عبد الله باتيلي، إلا أنّه أكد أكثر من مرّة في خطابه الخشن هذا ملوّحا بالحرب دون تردّد وإعادة خلط الأوراق من جديد رغم الهزيمة الشنيعة التي لحقت بمشروع الرجل في آخر حروبه التي خاضها للوصول إلى السلطة.
وتعلقيا على خطاب حفتر قال الخبير العسكري والاستراتيجي عادل عبد الكافي لبانوراما إنّ حفتر بالفعل قد يقوم بمغامرة عسكرية جديدة رغم عدم قدرته على الوصول إلى هدفه.
وأضاف عبد الكافي أنه على حكومة الوحدة الوطنية ألاّ تقلل من إمكانية شنّ حفتر عملا جنونيا آخر من أجل تحقيق أطماعه في الوصول للحكم دون أيّ اعتبار لحياة الناس والجرائم التي يمكن أن تحصل. وفق قوله.
ولفت الخبير العسكري إلى أنّ حفتر ليس لديه إمكانية لشنّ حرب جديدة على غرار تلك التي شنّها في أبريل 2019 بدءا من الدّعم الإقليمي وحتى قوة كافية من الناحية البشرية واللوجستية، وعدم استعداد الأطراف التي تدعمه باستقبال هزيمة أخرى ستكون بلا شك نهاية لهم.
بدوره قال عضو لجنة الدفاع بالمجلس الأعلى للدولة بلقاسم دبرز إنه المؤسف جدا أن مَن يملك صلاحيات عقاب هذا المتمرّد على ما يخطط له يلتزم الصّمت.
المجلس الرئاسي متمثلا في رئيسه يملك صلاحيات القائد الأعلى التي تمكّنه من معاقبة أيّ محاولة انقلابية أو تمرّد أو ما شابه.
وأضاف دبرز في تصريح لبانوراما أن الجميع يعلم أنّ حفتر رجل مريض ومهووس بالسلطة قبل سنتيْن حاول من خلال عدوانه الآثم السيطرة على طرابلس لكنه نال هزيمة نكراء شهدها الجميع، وهي أحلام العسكر البالية يحاول من خلالها الانقلاب على السلطة المدنية.
وشدّد دبرز على أن ليبيـا لن تكون إلا دولة مدنية وفق النظم الديمقراطية والتبادل السلمي على السلطة من خلال صناديق الاقتراع عدا ذلك عبث. بحسب قوله.
ويأتي خطاب حفتر التصعيدي هذا في وقت تدعو فيه أطراف عديدة محلية ودولية إلى ضرورة الحفاظ على الهدوء والذهاب إلى انتخابات عامّة وفق إطار دستوري متين متفق عليه من قبل جميع الأطراف المحلية.
فيما يرى مراقبون أن تصريحات حفتر هذه الهدف منها إعادة تأكيد حضوره في المشهد الحالي وضرورة وضع اعتبار له كلاعب مهمّ في البلاد بما في ذلك تجاوز الشروط التي تمنعه من الترشّح للانتخابات.