تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
تعيش ليبيـا على وقع جدل التناقضات بين الفرقاء السياسيين بخصوص المبادرة الأممية الجديدة التي تتمحور حول الجمع بين الأطراف الرئيسية وهي “المجلس الرئاسي ومجلس النواب ومجلس الدولة وحكومة الوحدة الوطنية وحفتر”.
طرحَ رفض خليفة حفتر المشاركة في الحوار الذي دعا إليه المبعوث الأممي عبد الله باتيلي تساؤلات حول دلالته وما إذا كانت المبادرة قد فشلت قبل أن تبدأ ؟.
وبحسب مصدر رفيع المستوى في قوات حفتر قال إن أي حوار سياسي لا يتضمن دعوة لممثلي الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد هو حوار غير متوازن وغير مقبول.
ويأتي رفض حفتر بعد رفض رئيس مجلس النواب عقيلة صالح المشاركة في الحوار بشرط إقصاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة من المشاركة.
وقال صالح في جلسة المجلس الثلاثاء إن الدبيبة ليس طرفا في العملية السياسية، باعتبار أن حكومته منتهية الولاية منذ أن تم سحب الثقة منها وأن الحكومة الشرعية هي المكلفة من المجلس برئاسة أسامة حماد.
وشدد صالح على أن مشاركته في الحوار مرهونة بتحديد جدول أعمال الاجتماع، الذي يجب أن يتضمن تشكيل حكومة مصغرة مهامها محددة تحصل على تزكية من مجلسي النواب والدولة، وتعطى الثقة من المجلس.
وفي المقابل اتهم باتيلي القادة الليبييـن بأنهم لا يريدون حلا لأزمة بلادهم، وقال في حديث لمجلة جون أفريك الفرنسية “إن معظم هؤلاء لا يريدون الانتخابات وعودة الاستقرار وما يهمهم هو المكاسب غير المتوقعة من النفط والاستمرار في ضمان الوصول إلى جزء من هذا المورد”.
سيناريوهات محتملة:
في ظل الرفض المشروط لحفتر وصالح للمشاركة في الحوار تبرز عدة سيناريوهات محتملة فمن المتوقع أن لا توافق البعثة على دعوة حكومة حماد إلى الحوار لعدة أسباب منها أن حكومته ليست معترفا بها من قبل الأمم المتحدة وأيضا لأن قبول البعثة للمشاركة سيتعارض مع رفض حكومة الدبيبة التي تعتبر مشاركتها أمرا ضروريا لنجاح الحوار.
ويرى مراقبون أن حفتر يرغب بأن يكون لديه صوتان وحليف، صوت من خلال الجيش وصوت من خلال حكومة حماد وحليفه عقيلة صالح، وبذلك يكون له 3 أصوات تعادل الأصوات الثلاثة الأخرى في الاجتماع المتمثلة في المنفي وتكالة والدبيبة.
وبناءً على ذلك قد تتعرض مبادرة باتيلي للفشل في تحقيق أهدافها بسبب تعارض المصالح الرئيسية بين الأطراف المعنية، وهو أمر يصعب تحقيقه خاصة التوافق حول النقاط الخلافية، مع تمسك عقيلة صالح بتشكيل حكومة جديدة موحدة.
فما تأثير رفض حفتر ومن قبله عقيلة صالح لمبادرة باتيلي وهل ترضخ البعثة لمطالبهما بإشراك حكومة حماد في الحوار؟