تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
كشفت مجموعة “كل العيون على فاغنر” وهي مجموعة دولية تحقق في الشبكات الروسية في إفريقيا ومقرها سويسرا وتضم باحثين ومتخصصين في الصراعات الجيو سياسية أن موسكو سلمت معدات ومركبات عسكرية من سوريا إلى ليبيا بما في ذلك نقل 1800 عسكريا روسيا إلى شرق وجنوب ليبيا.
نقل الأسلحة
وقالت المجموعة إنه تم تفريغ المركبات والأسلحة، مثل قذائف الهاون 2S12 Sani أو مركبات النقل المدرعة BTR و BM وسيكون هذا “التسليم الخامس” من هذا النوع إلى طبرق في غضون خمسة وأربعين يوما، وتؤكد مصادر دبلوماسية غربية اتصلت بها لوموند هذا الصعود الروسي في السلطة في هذه الدولة المحورية الواقعة في شمال إفريقيا، وهي نقطة التقاء بين المشرق والمغرب العربي.
مركز الثقل
ولفتت المجموعة إلى أن الثقل الإستراتيجي لهذا النظام الروسي الجديد في الجفرة، وهي منطقة ليبية تقع على بعد 350 كيلومترا جنوب خليج سرت، حيث تصل المعدات والرجال من طبرق قبل إعادة توجيهها إلى المسارح الإقليمية التي تطمع فيها موسكو.
اللعب فوق الحبل
ولم تعد تخشى إظهار تورطها المباشر في ليبيا، كما يقول جلال حرشاوي، الباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، عندما تسللت فاغنر إلى ليبيا في عام 2019 من خلال دعم الجيش الوطني الليبي المعلن ذاتيا بقيادة المشير المنشق خليفة حفتر -الرجل القوي في برقة- في هجومها العبثي على طرابلس، كانت موسكو في حالة إنكار رسمي، وهذا قد انتهى، حيث قام نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكوروف بالفعل بأربع زيارات إلى بنغازي، القاعدة السياسية والعسكرية لخليفة حفتر، منذ أغسطس 2023.
التحدي السياسي
في مواجهة هذا الضغط الروسي في ليبيا، يدق ناقوس الخطر في المستشاريات الغربية، التي تبحث عبثا عن حل، بالإضافة إلى خطر انتشار نفوذ موسكو في المحيط الإقليمي، تواجه الولايات المتحدة وأوروبا تحديين، الأول هو رؤية وجود عسكري روسي يتجذر على الساحل في شكل قاعدة بحرية، في طبرق أو سرت، والتي من شأنها أن تشكل تهديدا مباشرا لقوات الناتو في البحر الأبيض المتوسط، ستمثل سرت سيناريو كابوسا للغربيين بقدر ما تقع المدينة عند تقاطع برقة (شرقا) وطرابلس (غربا) على بعد 600 كيلومتر فقط من ساحل صقلية.