تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
سلطت حلقة برنامج “ما خفي أعظم” على قناة الجزيرة في تحقيقها الضوء على الفريق الروسي وقائده “مكسيم شوغالي” الذي اعتُقل في العاصمة طرابلس مايو عام 2019، وكشفت عن وثائق سرية ولقطات حصرية متعلقة بالفريق.
وكشفت الحلقة عن تفاصيل اعتقال “مكسيم شوغالي” الرجل الروسي الغامض الذي يتهم بأنه أحد أبرز مساعدي رئيس مرتزقة فاغنر الروسية “يفغيني بريغوجين” وعلاقته المريبة بسيف الإسلام القذافي.
ورفض شوغالي في لقاء خاص مع الجزيرة الخوض في ظروف احتجازه، مكتفيا بالقول إن هذا الأمر تم توجيهه ودعمه من الخارج.
في حين كشف مسؤولون ليبيون أن اعتقال شوغالي وأحد مساعديه في طرابلس جاء بناء على معلومات استخباراتية من دولة أجنبية لوزارة الداخلية ومكتب النائب العام، هي الأرجح الولايات المتحدة، مشيرين إلى أنه في تلك الفترة لم تكن روسيا قد تدخلت بعد لصالح خليفة حفتر.
وقال “شوغالي” الذي يشغل منصب رئيس صندوق حماية القيم الوطنية في روسيا إنه ليس رجلا عسكريا، وإنه خدم في جيش الاتحاد السوفياتي (1984 و1986)، ولا علاقة له بالقوات الخاصة أو القوات المسلحة، مؤكدا أنه كان قد دخل ليبيا بتأشيرة رسمية ولم يوجه له أي اتهام بشكل واضح.
وتمكن برنامج “ما خفي أعظم” من الحصول على ملفات سرية تضم مئات الوثائق والتقارير وعشرات المقاطع المصورة التي كانت في أجهزة شوغالي الخاصة وتمت مصادرتها يوم اعتقاله، تفضح أسرار دور الفريق الروسي والمرتبطين به في المشهد الليبي وخارجه.
وأظهرت التقارير أن “شوغالي” كان ضمن فريق روسي عمل لسنوات بإدارة مباشرة من مؤسس فاغنر إذ وثقت رسائل “شوغالي” إلى موسكو تفاصيل اجتماعاته المتكررة مع سيف القذافي في محاولة لإعادته إلى المشهد السياسي في ليبيا عبر استطلاعات رأي وصفحات تواصل اجتماعي موجه ولقاءات مع زعماء قبائل بهدف تهيئة المناخ وتميهد الطريق لترشح سيف القذافي لأي انتخابات رئاسية محتملة.
وقال شوغالي في رسالته إن سيف القذافي أبدى استعداده لتسليم الروس وثائق حساسة من بينها مستندات تفيد بتلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2017 بمساعدة الرئيس الأسبق ساركوزي أموالا ليبية عبر وسطاء جزائريين.
كما كشفت هذه الرسالة جانبا من التعاون العسكري بين الفريق الروسي وسيف القذافي، حيث وثقت المراسلة إبلاغ الأخير موسكو تجهيز مهابط مناسبة في مدينتي بني وليد وغدامس وكذلك مدارج رملية قرب مدينتي الزنتان وترهونة لاستقبال قوات فاغنر عبر السودان.. كما زود سيف القذافي شوغالي بقائمة القادة الميدانيين الذين أبدوا جاهزيتهم للقاء الروس للتنسيق معم في هذا الأمر.