تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
طرح موقع “إندبندنت” في تقرير له الاثنين عدة تساؤلات عن أسباب التمدد الروسي في إفريقيا، وما الذي يغري في القارة الإفريقية حتى تتصارع القوى العظمى على ضمان موطئ قدم فيها؟
ونقل الموقع عن الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية بالجامعة التونسية “منتصر الشريف” قوله: “إن حرباً باردة جديدة تدور رحاها بين روسيا والغرب ومن بين ساحاتها إفريقيا.
وأشار “المنتصر” إلى مصطلح “هلال فاغنر” الذراع الطويلة لموسكو والذي يمتد من سوريا إلى شرق ليبيا، فالنيجر، ثم السودان، وعديد المناطق الأخرى، من أجل امتداد روسي في تلك المناطق وافتكاكها من الأوروبيين وبخاصة من فرنسا في إطار التوازنات العالمية الجديدة.
لماذا إفريقيا؟
ويقول التقرير إن إفريقيا يسيل لعاب العالم لها، رغم ما تعانيه من فقر، فالنيجر التي شهدت أخيراً انقلاباً عسكرياً أطاح بحكم محمد بازوم، تعتبر من أفقر دول العالم، إلا أنها تملك ثروات طبيعية مهمة، حيث يمد يورانيوم النيجر فرنسا بـ 35 % من حاجاتها من الطاقة النووية.
وعلى خلاف فرنسا تفاخر روسيا بأنها لا تملك ماضياً استعمارياً في إفريقيا، وهي نقطة جاذبة لشعوب القارة الباحثة عن حليف جديد، قد تجني منه بعض المكاسب، عكس ما عاشته من استنزاف فرنسي لثرواتها الطبيعية، لذلك رفع العلم الروسي في واغادوغو في “بوركينافاسو” من قبل الغاضبين من الحكومة والداعمين للجيش في انقلابه، كما رفرف مجدداً في النيجر من قبل المرحبين بانقلاب الجيش على الرئيس بازوم، وفق التقرير.
فرنسا تدفع ثمن خسارة مواقعها في إفريقيا
ويلفت التقرير إلى أنه في مقابل خسارة فرنسا عديد المواقع في إفريقيا، وتمدد النفوذ الروسي وتنامى رفض الشعوب الإفريقية الوجود الفرنسي في دولهم، تقدم شركة “فاغنر” الأمنية الروسية نفسها كحليف في مكافحة الإرهاب في عدد من الدول الإفريقية والتي تعاني عدم الاستقرار السياسي وتزايدا في نشاط الحركات الانفصالية المسلحة.
وخلال النسخة الثانية من القمة الروسية الإفريقية صرح الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أن إفريقيا ستتحول إلى مركز قوة، وأن موسكو وقعت اتفاقيات أمنية وعسكرية مع أكثر من 40 دولة إفريقية من أصل 52، حيث يمثل تصدير الأسلحة إلى القارة 40 % من الصادرات الروسية.