التواجد الروسي في الجنوب يقطع الطريق على طموح الغرب في ليبيا

نقلاً عن شركة “ماكسار”، هبطت طائرة إليوشن IL-76 الروسية بتاريخ 10 ديسمبر 2024 في قاعدة بنينا شرق ليبيا ونقلت عسكريين ومعدات من سوريا.

كما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن قيام روسيا بنقل أنظمة دفاع جوي متطورة وأسلحة من قواعدها في سوريا إلى ليبيا، مشيرة إلى أن طائرات شحن روسية نقلت معدات دفاع جوي، بما في ذلك أنظمة اعتراض إس-400 وإس-300، من سوريا إلى قواعد في شرق ليبيا حيث تسيطر قوات الكرامة خليفة حفتر.

هذا الكم المهول من السلاح الروسي القادم من سوريا إلى ليبيا كان لابد أن يتم احتواءه داخل الأراضي الليبية، ولتحقيق ذلك تم الاتفاق بين روسيا و خليفة حفتر، على ان تتخذ القوات الروسية من قاعدة معطن السارة مقراً لها.

وبحسب المصادر فقد نجحت روسيا في بناء قنوات تواصل طيبة مع أهالي المنطقة الجنوبين الذين رحبوا بالتواجد الروسي في قاعدة السارة، على ان تقوم روسيا بالتعاون خليفة حفتر على تأمين الحدود الجنوبية الليبية مع تشاد وحماية السكان المحليين من أي هجمات متوقعة من دول القارة السمراء التي تخوض حرباً ضد الإرهاب في الوقت الراهن.

بالحديث عن دول القارة السمراء، يرى الكاتب الصحفي والخبير السياسي، خالد غندور، ان التواجد الروسي في قاعدة معطن السارة، يصب وبصورة مباشرة في حلفاء روسيا في القارة وخطوة غاية في الأهمية لمجابهة التنظيمات الإرهابية التي نشطت بكثافة أواخر العام الماضي في عدد من الدول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر وبنين.

وتأتي التحركات الروسية بالتزامن مع أزمة الجماعات الإرهابية المفتعلة من قبل دول الغرب التي تم طردها من دول الساحل، ودعوت بنين، من خلال رئيس أركان جيشها الجنرال فروكتيو غباغيدي، إلى تضافر الجهود مع الدول المجاورة لمكافحة الإرهاب، الذي يضرب منطقة غرب إفريقيا.

وأضاف الغندور، ان التواجد الروسي في الجنوب سيكون بمثابة الضامن الوحيد في الوقت الراهن لعدم إندلاع حرب جديدة في جميع ربوع البلاد، فبالنظر إلى التطورات العديدة التي تشهدها الساحة السياسية الليبية وعودت نشاط الجماعات المسلحة في الغرب الليبي من المتوقع أن تندفع هذه الجماعات نحو الشرق والجنوب الليبي، وتواجد القوات الروسية سيكون عائقاً أمام هذه الأطماع الغربية.

وإستند الغندور في تحليله إلى مخاوف دول الغرب من التواجد الروسي في القاعدة الجنوبية، حيث أعربت إيطاليا عن مخاوفها من هذا التواجد، والسبب هو توجه أنظار روما نحو حقول النفط في الجنوب الليبي، والتواجد الروسي يشكل خطرا لم يكن بالحسبان على المصالح الإيطالية.

تجدر الإشارة إلى أن قاعدة معطن السارة قد استُخدمت خلال الحرب الليبية التشادية في الثمانينيات، وتتمتع القاعدة بموقع إستراتجي سيشكل نقطة تحول واضحة في عملية الدعم الروسي لدول إفريقيا في مجابهة الجماعات المتمردة والميليشيات والتنظيمات الإرهابية.

وبحسب الغندور فقد تصبح قاعدة معطن السارة مركزاً لوجستياً رئيسياً للعمليات الروسية في إفريقيا، ومركزاً مهماً لتدفق الإمدادات إلى مناطق أخرى في الساحل، ولا سيما إلى مالي وبوركينا فاسو، حيث عززت روسيا بالفعل قواتها العسكرية.

المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

Read Previous

روسيا تحصل على قاعدة جوية في أقصى الجنوب الليبي من حفتر

Read Next

تعزيز الأمن في مالي.. المعدات الروسية تدخل ساحة المواجهة