انتقال القواعد الروسية من سوريا إلى ليبيا وتأثيره على دول الساحل

نقلت وسائل إعلام غربية تقارير عدة عن قيام روسيا بنقل معداتها العسكرية الثقيلة وأنظمة الدفاع الجوي إس-400 وإس-300، من القواعد العسكرية في كل من اللاذقية وطرطوس في سوريا، إلى قاعدتها العسكرية في ميناء طبرق بالشرق الليبي.

وبدأ المسؤولون الغربيون كذلك حملة ضد روسيا بسبب هذه الخطوة، وفي هذا الصدد، صرّح وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، أن روسيا نقلت وجودها العسكري في سوريا إلى ليبيا، مشيرا إلى أن وجود السفن والغواصات الروسية في البحر المتوسط “يثير القلق”.

وأوضح كروسيتو في تصريح لصحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية الثلاثاء الماضي، أن روسيا تنقل بالتدريج جميع معداتها العسكرية من قاعدة طرطوس السورية إلى ليبيا، وأن سفنها وغواصاتها في البحر المتوسط على بُعد خطوتين من إيطاليا.

وأضاف “هذا ليس بالأمر الجيد، السفن والغواصات الروسية في المتوسط تثير القلق دائما، وخاصة أنها على بُعد خطوتين بدلا من ألف كيلومتر” على حد تعبيره.

وبنفس السياق، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقارير تفيد بقيام روسيا بنقل أنظمة دفاع جوي متطورة وأسلحة أخرى من قواعدها في سوريا إلى ليبيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن طائرات شحن روسية نقلت معدات دفاع جوي، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي من سوريا إلى قواعدها في شرق ليبيا الواقعة تحت سيطرة قوات الكرامة بقيادة خليفة حفتر.

ويعتقد بعض الخبراء في المجال العسكري، أن زيادة حجم وقوة النفوذ العسكري الروسي في ليبيا سيزيد من قدرتها على محاربة الإرهاب في منطقة الساحل وشمال أفريقيا، وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي لنقل المعدات العسكرية إلى الشرق الليبي لتعزيز موقفها أمام حلفائها في الساحل الإفريقي.

وفي الوقت نفسه، فإن زيادة القدرات العسكرية الروسية في ليبيا ستعود بالنفع بشكل كبير على دول الجوار المتحالفة مع موسكو، وخاصة الجزائر، التي تعتبر شريكا رئيسيا لروسيا على المستويين العسكري والسياسي، والتي ستجد نفسها في وضع أمني أفضل مع تنامي النفوذ الروسي في ليبيا المجاورة.

وتوجّه مؤخرًا نائب وزير الدفاع الروسي الجنرال يونس بيك يفكوروف ونائب وزير الخارجية الروسية الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف في زيارة عمل إلى الجزائر، لمناقشة تطوير التعاون بين البلدين على الصعيد الاقتصادي ومناقشة جهود مكافحة الإرهاب.

وتدعم روسيا دول الساحل الإفريقي مالي والنيجر وبوركينا فاسو، في حربها ضد الإرهاب، المتمثل في الجماعات المتمردة والانفصالية، مثل تنسيقية الحركات الأزوادية، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين.

يذكر أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة المعروف بتحالفه مع الغرب، قد حذر الخميس الماضي، من مخاطر تحول بلاده إلى ساحة للصراعات الدولية، متطرّقا إلى التقارير عن نقل روسيا معدات عسكرية من قواعدها في سوريا إلى ليبيا.

وأكد الدبيبة خلال كلمته في فعاليات منتدى الاتصال الحكومي ضمن أيام طرابلس الإعلامية، رفض حكومته القاطع لدخول أي قوات أجنبية إلى البلاد دون اتفاقات رسمية واضحة، وشدد على أنه “لا يمكن لأي شخص وطني أن يقبل بأن تفرض دولة أجنبية هيمنتها على ليبيا، نرفض تماما أن تصبح بلادنا ساحة حرب دولية”.

تعليق الرئيس الروسي بوتين على الأوضاع في سوريا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن سقوط نظام الأسد في سوريا لا يشكل هزيمة لروسيا، وأوضح بوتين خلال “الخط المباشر” الذي عقده في 19 ديسمبر الجاري أن الجيش الروسي حقق أهدافه في المنطقة.

وخاطب بوتين صحافيًا أميركيًا سأله سؤالاً قائلًا: “أولئك الذين يدفعون رواتبكم، يرغبون في تقديم كل ما يحدث في سوريا على أنه نوع من الفشل وهزيمة روسيا، وأؤكد لك أن الأمر ليس كذلك، لقد جئنا إلى سوريا قبل 10 سنوات حتى لا يتم إنشاء جيب إرهابي هناك كما رأينا في بعض الدول الأخرى، دعنا نقول في أفغانستان. بشكل عام، حققنا هدفنا، وحتى تلك المجموعات التي قاتلت في وقتٍ واحد مع نظام الأسد، مع القوات الحكومية، خضعت أيضًا لتغييرات داخلية.
ليس من قبيل الصدفة أن العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة ترغب اليوم في إقامة علاقات معها. إذا كانت منظمات إرهابية، لماذا تتورطون فيها؟ لقد تغيروا إذًا، أليس كذلك؟ وهذا يعني أنه إلى حد ما تم تحقيق الهدف”.

Read Previous

ديوان المحاسبة يمنح الضوء الأخضر لتسوية نزاع “الوطنية للنفط” مع شركة ليتاسكو بقيمة 35 مليون دولار

Read Next

النيابة العامة تأمر بحسب مدير مصرف الصحاري فرع الماية و9 موظفين معه بتهم سرقة المال العام