هل تؤثر التحولات في سوريا على مستقبل ليبيا؟ خيارات روسيا وتركيا على المحك

تناول موقع “إنسايد أوفر” الإيطالي ومجلة “لوبوان” الفرنسية تأثير الأحداث في سوريا على الوضع السياسي والعسكري في ليبيا، وسط تساؤلات حول خيارات روسيا في المنطقة بعد تراجع نفوذها في سوريا، وانعكاسات ذلك على حلفائها.

انعكاسات الأزمة السورية على الوضع الليبي:

أشار تقرير “إنسايد أوفر” إلى أن التحولات الجارية في سوريا قد تؤثر بشكل كبير على التوازنات الإقليمية، بما في ذلك ليبيا، التي تواجه حربًا أهلية مستمرة منذ عام 2011، وهو العام نفسه الذي اندلعت فيه الأزمة السورية.

وأوضح التقرير أن التراجع الروسي في سوريا يشكل تهديدًا لمصالح موسكو وقواعدها العسكرية هناك، مثل قاعدة طرطوس البحرية.

ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام احتمال تكرار السيناريو السوري في ليبيا، خصوصًا في المناطق التي يسيطر عليها الجنرال خليفة حفتر في برقة.

وشدد المصدر على أن منطقة برقة لطالما كانت نقطة ارتكاز استراتيجية للكرملين على مدى السنوات الماضية، وسط مخاوف من تأثير “الدومينو” الذي قد يهدد نفوذ حفتر.

حفتر بين روسيا وتركيا.. مناورة سياسية أم تغيير في التحالفات؟

أكد التقرير الإيطالي أن حفتر يدرك خطورة الاعتماد على روسيا كحليف وحيد، حيث قد يصبح عرضة لضغوط وهجمات مناوئة إذا تخلت موسكو عن دعمها له.

ويبدو أن هذا التخوف دفع حفتر إلى التقارب مع الجانب التركي، إذ شهدت الأشهر الأخيرة اجتماعات بين مسؤولين أتراك ومساعدين لحفتر في بنغازي، إلى جانب مشاركة ابنه صدام حفتر في “معرض ساها 2024” للصناعات الدفاعية في إسطنبول.

روسيا تعيد ترتيب أولوياتها في ليبيا وإفريقيا:

وفقًا لتقرير “لوبوان”، فإن انسحاب روسيا التدريجي من دعم نظام الأسد في سوريا يفتح الباب أمام إعادة ترتيب أوراقها في ليبيا، وربما في منطقة الساحل الأفريقي.

وتسعى موسكو إلى تعزيز وجودها في ليبيا من خلال التركيز على ميناء طبرق، الذي يُعتبر موقعًا استراتيجيًا لتشييد قاعدة بحرية جديدة.

ومن المتوقع استخدام هذه القاعدة لدعم عملياتها العسكرية في وسط ليبيا، بالإضافة إلى إرسال معدات إلى النيجر وتشاد لتعزيز نفوذها في أفريقيا، خاصة في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.

التوتر بين روسيا وتركيا.. مواجهة أم إعادة توزيع النفوذ؟

ترى “لوبوان” أن سقوط نظام الأسد قد يُشعل من جديد نيران الربيع العربي، ما يجعل ليبيا، المقسمة بين شرق وغرب، ساحة صراع جديدة بين القوى الإقليمية والدولية، بالنظر إلى مخزونها الضخم من النفط والغاز وموقعها الاستراتيجي على البحر المتوسط.

وأشارت المجلة إلى أن روسيا وتركيا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التفاوض لإعادة توزيع مناطق النفوذ في ليبيا، أو الدخول في مواجهة مباشرة.

هذا السيناريو تفرضه معادلة التراجع الروسي في سوريا، واحتمال تركيز الكرملين على ليبيا كبديل استراتيجي لتعويض خسائره في الشرق الأوسط.

مستقبل غامض وصراع مصالح:

يبقى الوضع في ليبيا مرهونًا بالتطورات الإقليمية والدولية، حيث تتشابك المصالح الروسية والتركية في ظل تغير موازين القوى في سوريا.

وبينما تحاول روسيا تعزيز وجودها في ليبيا وإفريقيا، يسعى حفتر إلى مناورة سياسية للحفاظ على نفوذه، الأمر الذي قد يعيد تشكيل المشهد الليبي في الأشهر المقبلة.

Read Previous

اجتماع مشترك لتعزيز الجهود الوطنية في استرداد الممتلكات الليبية المهربة

Read Next

أفريكا إنتليجينس: سقوط بشار الأسد سيكون له تداعيات على حفتر الذي استقبل عسكريين فارين من سوريا بعد التحرير