تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
نشرت صحيفة “العرب” تقريرًا يتناول التحركات الأخيرة لنائبة رئيس البعثة الأممية في ليبيا، ستيفاني خوري، التي تم تعيينها لتعزيز الدور الأمريكي داخل البعثة الأممية، مع التركيز على الملف الأمني والعسكري، كما يظهر من لقاءاتها المكثفة مع القادة العسكريين والأمنيين.
بدأت خوري مهمتها باجتماع مع اللجنة العسكرية 5+5 في تونس، وهي لجنة أنشأتها ستيفاني ويليامز خلال مؤتمر برلين في عام 2020، وتضم 5 قيادات عسكرية تابعة للجيش بقيادة خليفة حفتر و5 قيادات عسكرية تابعة للجيش الموالي لحكومة طرابلس.
أما السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، فلا يكاد يمر أسبوع دون أن يعقد لقاءات واجتماعات مع أطراف ليبية أو سفراء دول أخرى في ليبيا، حيث يتدخل في قضايا متعددة ويظهر كطرف محايد، يمسك بعصا الأزمة من المنتصف، تجده أحيانًا يوجه المصرف المركزي حول كيفية صرف الموازنات، وأحيانًا أخرى يرتب لاجتماعات تهدف إلى توحيد الجيش.
واللافت هو تراجع حدة الغضب الأمريكي تجاه حفتر، رغم التقارير العديدة التي تتحدث عن تطور الوجود الروسي في شرق ليبيا، من وجود غير مباشر عن طريق مجموعة فاغنر إلى وجود شبه معلن قد يتحول إلى معلن في أي لحظة، في ظل تقارير عن قرب نشر عناصر من الفيلق الإفريقي الروسي ووصول أسلحة ومعدات روسية.
يبدو أن هناك توجهًا أمريكيًا نحو احتواء حفتر واسترضائه، سواء من خلال خطوات نحو تشكيل حكومة جديدة أو عبر حث المصرف المركزي على تحويل مبالغ للسلطات في المنطقة الشرقية، ويبدو أن المحافظ الصديق الكبير بدأ في تنفيذ عدد من المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار أو مشاريع تنموية، بينما أوقف التحويلات لحكومة عبد الحميد الدبيبة، وهو مطلب متكرر من مسؤولين في شرق البلاد الذين يعتبرون أن الدبيبة يستخدم المال العام لاستمالة الشارع في حملة انتخابية مستمرة.
تهدف سياسة استرضاء حفتر إلى منع توسع النفوذ الروسي في ليبيا، حيث أدركت الولايات المتحدة أن تجاهل مطالب المنطقة الشرقية لن يكون في مصلحتها، ولكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان هذا الاسترضاء سيحقق النتائج المرجوة، حيث لا تتوقف التقارير الغربية عن الحديث عن اقتراب الإعلان عن دور عسكري روسي رسمي في ليبيا، خاصة بعد الزيارات المتكررة لنائب وزير الدفاع الروسي يونس بيك يفكيروف.
في هذا السياق، تتحرك الولايات المتحدة في ليبيا أكثر من أي بلد آخر، ويباشر فريقها الدبلوماسي العمل من العاصمة طرابلس، لكن الحكم على نتائج هذه التحركات يبدو صعبًا، ففي حين أنها قد لا تحقق نتائج واضحة وحاسمة، وهو ما يراه البعض فشلًا أمام تمدد نفوذ روسيا وتركيا، إلا أن تحكم واشنطن بزمام العملية السياسية يمكّنها من لعب دورها المفضل بإدارة الصراعات بدلًا من حلها.
اكتب إلى النشر النهائي لمنصة بانوراما