تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
رغم مرور أكثر من 4 سنوات من الحرب الدامية التي شنها حفتر على طرابلس لا يزال السكان في ضواحي العاصمة يواجهون خطراً يهدد حياتهم يتمثّل في مخلّفات الحرب من ذخائر وألغام غير منفجرة من بين هؤلاء الطفل “محمد صالح فرحات” (10 أعوام) الذي خرج مع رفقة اثنين من أصدقائه ليلعب في الباحة الخلفية لمنزله، حسب تقرير لوكالة فرانس برس للأنباء.
ووفق الوكالة الفرنسية فإن هؤلاء الأطفال التقطوا جسماً معدنياً من حائط المنزل قاموا بطرقه على الأرض لبضع دقائق قبل إلقائه بعيدا، فانفجر لحظة ارتطامه بالأرض، وسقط محمد مضرّجا بالدماء، وركض صديقاه هاربين من دون معرفة ما الذي حدث، كانا يجريان والدماء تسيل من نقاط مختلفة من جسديهما إلى أن التقى بهما شخص نقلهما إلى المستشفى.
ويروي همّام (12 عاما) رفيق محمد من قسم إيواء الأطفال في مصحةّ بطرابلس حيث يتلقّى العلاج، لوكالة فرانس برس: “وجدنا قطعة معدنية في حائط المزرعة ظننا أنها قطعة خردة، إلى أن مرّ بنا جار لنا وطلب منا رميها لأنها قذيفة.
رميناها بخوف، وبعد ثوان، سمعنا انفجارا قويا وسقطنا على الأرض”.
ويضيف همّام الذي يحمل ضمادات في أماكن مختلفة من جسمه، وقد تسبّبت شظية بتضرّر أعصاب قدميه: “لم نفهم أنها ذخيرة سلاح”.
وبحسب تقرير لوزارة الخارجية الأميركية، قامت قوات “فاغنر” المدعومة من الكرملين والداعمة لقوات حفتر في الحرب بزرع ألغام أرضية أثناء انسحابها من ضواحي طرابلس.
كما أن قوات موالية لحفتر تركت عبوات ضمن ألعاب أو أواني طهو، وفق الوكالة.
وتنتشر هذه المخلفات في مناطق جنوب طرابلس يقطنها أكثر من نصف مليون شخص من أصل ثلاثة ملايين هو العدد الإجمالي لسكان العاصمة.
هذا وأصيب أو قُتل أكثر من 400 شخص في حوادث مرتبطة بذخائر غير منفجرة، منذ انتهاء الحرب، وسجّلت 35 من تلك الحوادث العام الماضي فقط، وكان من بين ضحاياها 26 طفلا بحسب فرانس برس، وفق بيانات ذكرتها دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة