تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
نشرت صحيفة الأناضول في مقال تحليلي أن زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز إلى ليبيا تهدف لمنع فاغنر من استخدام البلاد منصة لتجنيد المرتزقة، ويؤشر إلى أن الملف الليبي تحول من مسألة دبلوماسية إلى قضية أمنية بالنسبة لواشنطن. وذكرت الصحيفة أن زيارة بيرنز تمثل في حد ذاتها حدثا يستحق التوقف عنده رغم أنه لم يرشح عنه الكثير ولكنه جاء بعد أحداث مهمة تعكس عودة البلاد إلى دائرة الاهتمام الأمريكي.
كما أن الزيارة جاءت بعد شهر من تسليم حكومة الوحدة مواطنها أبو عجيلة المريمي ناهيك عن إعلان الولايات المتحدة وحلفائها عن ضرورة البحث عن آليات بديلة في حال فشل مجلسا النواب والدولة في الاتفاق على قاعدة دستورية وهو ما حدث فعلا، ما سيدفع واشنطن للتحرك نحو إيجاد خيارات بديلة. وأشارت الأناضول أن مدير المخابرات الأمريكية تجنب لقاء كل من رئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الأعلى للدولة في إشارة إلى احتمال توجه واشنطن نحو تهميش الرجلين وتحميلهما مسؤولية عدم الاتفاق على قاعدة دستورية تفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة.
لذلك اقتصر لقاء بيرنز على شخصيتين رئيسيتين في المشهد الليبي الحالي أولها الدبيبة بصفته رئيس الحكومة التي تملك الاعتراف الدولي والثاني خليفة حفتر الذي تسيطر قواته فعليا على المنطقتين الشرقية والجنوبية. وعلى عكس ظهوره الرسمي مع الدبيبة وعدد من المسؤولين الليبيين، إلا أن بيرنز تجنب أي إعلان أو ظهوره في صورة مشتركة مع حفتر. ما أعطى انطباعا أن واشنطن لا تعترف بشرعية حفتر كقائد عام للجيش الوطني الليبي لكنها تقر به كأمر واقع في المنطقتين الشرقية والجنوبية. وفي سياق متصل قالت الصحيفة إن ليبيا أصبحت قطعة أساسية ضمن لعبة الشطرنج التي طرفاها واشنطن وموسكو نظرا لتواجد فاغنر بها وامتلاكها لأحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في إفريقيا.
وتابعت أن مصلحة واشنطن أن لا يؤدي انهيار العملية السياسية في ليبيا إلى اندلاع حرب جديدة تكون فاغنر طرفا فاعلا فيها وأن يستمر تدفق النفط والغاز الليبيين حتى لا يعمق أزمة الطاقة في أوروبا مع تراجع إمدادات الطاقة الروسية خاصة بعد قرار تسقيف أسعارها. وتخشى واشنطن أن تستخدم روسيا فاغنر لقفل الحقول والمواني النفطية الليبية لزيادة الضغط على أوروبا وأيضا لتجنيد مقاتلين ليبيين في صفوفها للقتال في أوكرانيا. وأوضحت الصحيفة أن الضغط الأمريكي لا يشمل ليبيا فقط بل أيضا دولا أخرى تنشط بها فاغنر في تجنيد المرتزقة. وتأتي الانتخابات الليبية تاليا، إذ ليس من المستبعد أن يسعى بيرنز إلى تقريب وجهات النظر بين الدبيبة وحفتر لتشكيل حكومة مشتركة تشرف على الانتخابات، بعيدا عن أي دور للبرلمان بغرفتيه.
فهناك طبخة أمريكية تحضر في سرية شديدة تضمن استمرار وقف إطلاق النار وتدفق النفط والغاز، وإنهاء نشاط فاغنر وتشكيل سلطة تنفيذية تسيطر على كامل ليبيا وقادرة على إجراء الانتخابات وتأمينها.