تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
منذ سماعنا لتلك الصرخة التي أعادت البسمة على محيّا الوسط الرياضي، ولسان حالنا يقول: تحقق المراد وأعطي الفاقد شيئًا.. نعم عودة الدوري الليبي منحها فاقد لشرعيّة بقائه على هرم الكرة الليبية، هذا الدوري الذي أعلن عنه اتحاد الكرة يتساءل أهل الرياضة كيف سيقضى ومتى سيلعب وأين وماهي ضمانات النجاح لهذه النسخة؟!
أسئلة استرجعت في ذكراي كل المواقف والأشياء الطريفة والكارثية والأخرى المحزنة التي لا تسقي إلا جانب الكآبة وتملأ حوضه وترفع من أسهم رؤياي المتواضعة بأنّ كرة القدم في البلاد لن تقوم لها قائمة طالما لم يكن مشروع دولة.. لم تكن ولادة طبيعية لنسخة دورينا السادسة والأربعين التي لم تسجل بعد، فجسم الرياضة في ليبيا لا يتحمل بقاءه إلى الوضع الطبيعي ولعلّ الكوارث التي حدثت في المواسم الماضية كفيلة بأن نستنتج أن الجسم الكروي ليس طبيعيا، هذه النسخة أكثر استثنائية من ذي قبل أي أن الوضع الوبائي ازداد تأزّمًا وبات وضع البلاد على جميع الأصعدة معقّدًا، وعلى الرغم من أن كثيرين يعوّلون على الدوري لكونه يصلح ما أفسدته السياسة إلا أنه لا يمكن الخوف وتغافل مغبّة توظيف المباريات لإفساد ما لم تفسده السياسة باستغلالها لإشهار وإبراز صور وعبارات ومقولات سياسية قد تقصم ظهر الرياضة ..! كل شيء يحدث لايعطي لك إلا انطباعا واحدا؛ أنّ هذا الدوري ولد ليكون معاقًا، نعم معاقٌ بالظروف المختلقة معاقا بمتطلبات الأندية، معاق بقرارات مسيّريه، معاق بأفعال “الزبايط” كل ما ذكر كفيل بدلالة الوصف.. فمنذ إعلان هذا القرار بات الكلّ يغنّي على ليلاه فمن يريد اجتماع الجمعية العمومية ومن يريد إسقاط الاتحاد ومنهم من يحتاج لدعم وليس أي دعم ..! ومنهم من يطالب بتعويض عن النسخة غير المكتملة وآخرون يريدون العودة فمن الدوري يقطفون ثمار عيشهم، حقوق مشروعة وأخرى تعتبر عقوقا لمال الدولة في وقت كهذا، كل التلوث البصري من شر هذه الولادة القصرية سيخلق تداعيات خطيرة شأنها أن تضع هذا الدوري المكتوب في طيّ النسيان، وعلى عكس ذلك، الحلول تبدو في المتناول لسير هذه النسخة التي ستجنبنا من قرار التجميد الدولي فلا بأس أن يعقد اتحاد الكرة اجتماع جمعيته العمومية قبل انطلاق الدوري فمنه تعدل بعض اللوائح وتنقح وغيرها من المواضيع التي تحتاج لكل منها مقالا.. لكن كيف وأين سيكون الفنجان الذي سيحتمل هذه الزوبعة؟!
ولابأس أيضًا أن نتريّث لإسقاط وتبديل ثوب هذا الاتحاد الفاشل فمسألة أشهر وسيأتي عيد التغيير ويُلبس ما يليق به وما ينتخب لكن في سبيل عيش هذا المولود ومشقّتنا لرؤية ما نحب وجوب التنازل عن بعض مطالب الجميع أمر أي طالما أننا متأخرون سنوات ضوئية عن العالم في كرة القدم لِمَ لا نرجع لدوريات المناطق أو المحافظات وهذا يعتبر تفاديا للأوضاع السياسية الصعبة التي تحدثنا عنها سلفا أي منطقة غربية ومنطقة شرقية ويتقابل بطلا المجموعتين في مباراة فاصلة على لقب الدوري تقام ولو في إحدى البلدان المجاورة.. كل الحلول ممكنة لإنقاذ هذا الجنين رغم رفض عنايته من الجسم المعلول ولا يحق إطلاق مفردة “الجسم الكروي” فالجسم الحقيقي يتداعى لألم أحد أطرافه حتى تشفى.. أمّا أنا ففرحتي بانطلاقه وعودته عوقبت بقيصرية ولادته..
للكاتب “الفيتوري الحطاب”