تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
يُصادف الرابع من أبريل هذا العام الذكرى الخامسة لعدوان حفتر على العاصمة طرابلس عام 2019، والذي خسر فيه الحرب بالرغم من الدعم العسكري والسياسي الدولي والإقليمي لقواته، وانضمام مرتزقة فاغنر الروسية وحركات عسكرية إفريقية مسلحة في صفوفه.
وأدى العدوان على العاصمة إلى انهيار البنية التحتية لعدة مناطق لا سيّما جنوبي طرابلس، وقتل المئات من المدنيين والعسكريين وتشريد الآلاف من المواطنين.
جرائم حفتر
كانت الحرب على طرابلس شاهدة على ارتكاب قوات حفتر جرائم ضد إنسانية ظلّت أمام القضاء المحلي والدولي حبيسة الأدرج إلى يومنا هذا، لعلّ أبرزها مجزرة قصف طلبة الكلية العسكرية بطرابلس، والمقابر الجماعية لمليشيا الكاني بمدينة ترهونة ومجزرة قصف عائلة بمنطقة الفرناج راح ضحيتها عدد من الأطفال، وتُضاف هذه جرائم لسجلّ طويل ارتكبتها قواته في مناطق سيطرتها شرقي البلاد في درنة وبنغازي ومُرزق بالجنوب.
الخسارة العسكرية
سطّرت قوات عملية بركان الغضب صمودا أسطوريا للدفاع عن العاصمة طرابلس وسكانها، والذي دام لأشهر دون أي دعم دولي منذ بدء الحرب في أبريل عام 2019 حتى أبرمت حكومة الوفاق الوطني اتفاقية مع تركيا في ديسمبر من نفس العام.
وتمكنت قوات بركان الغضب طيلة تلك الفترة من صدّ محاولات حفتر لدخول العاصمة وقتل وأسر عدد من قوات حفتر، ناهيك عن تدمير وغنم آليات ومدرعات المعتدين، حتى حُسمت المعارك بإعلان تحرير مدينة ترهونة عام 2020.
الخسارة السياسية
على غرار الخسارة العسكرية للحرب على الأرض خسر حفتر كذلك المعركة السياسية، إذ لم يتحقق له مبتغاه بالسيطرة على مقاليد الحُكم من خلال الانقلابات العسكرية، إذ كان تكرار إعلانه ساعات صفر عديدة بمثابة رصاصة الرحمة التي أطاحت به سياسيا وعسكرياً، ضد السلطة المدنية الحاكمة آنذاك وتجميده للإعلان الدستوري قبلها عام 2014.
وبالرغم من ذلك كله، لا يزال حفتر يلوّح باستخدام القوة ويجري مناورات عسكرية لإحياء عزيمة جيشه المهزوم، مؤكداً نفاذ صبره على المسار السياسي حيث قال في كلمة له خلال مناورات سرت الأخيرة “إنه أعطي الفرصة أكثر مما ينبغي”، متناسياً سيطرته على مجلس النواب الذي يجهض كل محاولات إجراء الانتخابات بإصدار قوانين معيبة غير توافقية.