تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
حذر مجلس الأمن في اجتماع له بشأن ليبيـا من الخطورة التي يمثلها استمرار تواجد المرتزقة الأجانب في البلاد، خصوصا مرتزقة شركة فاغنر الروسية التي ما تزال تحتل قواعد عسكرية في وسط وجنوب البلاد.
مندوبة الولايات المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في إحاطتها الخميس أمام مجلس الأمن قالت: إن وقف إطلاق النار ووضع خارطة طريق انتخابية لا تزال في خطر لنفوذ مرتزقة فاغنر الروسية في ليبيـا محذرة من أولئك الذين يعرقلون أو يقوضون الانتقال السياسي في البلاد بأنهم قد يواجهون العقوبات الدولية.
أما المندوب البريطاني لدى مجلس الأمن فقد شدد على ضرورة دعم لجنة 5+5 ومساعدتها في إتمام مهمتها المتعلقة بسحب المقاتلين الأجانب من ليبيـا، لا سيما الروس منهم الذي ينفذون أجندة موسكو المزعزعة للاستقرار. وفق قوله.
في المقابل جدد المندوب الفرنسي على ضرورة احترام وقف إطلاق النار وخروج المرتزقة من البلاد، مبدياً استعداد بلاده للمساعدة فيما يتعلق بنزع السلاح ودمج المسلحين في مؤسسات الدولة.
التحذير الغربي من خطر المرتزقة في ليبيـا خصوصا الروس منهم جاء متناغما مع تقرير لجنة الخبراء الأممية، والذي حذر هو الآخر من التهديدات التي تمثلها المرتزقة لاستقرار البلاد والمنطقة ككل بما في ذلك وجود فاغنر الروسية والمقاتلين التشاديين والسودانيين والسوريين.
ورصد التقرير الأممي الذي نشر في أبريل الماضي ما لا يقل عن 175 رحلة جوية عسكرية تابعة للاتحاد الروسي تحمل ما يقرب من 10000 طن من البضائع بين 1 مايو 2021 إلى 31 مارس 2022 ، والتي قالت موسكو إنها تضمنت مساعدات إنسانية لليبيـا مثل لقاحات كوفيد – 19 لكن فريق الخبراء توصل إلى أنها جزء من معدات وأسلحة لمرتزقتها في ليبيـا.
بدوره قال الخبير العسكري الاستراتيجي عادل عبد الكافي في تصريح لبانوراما إن تقرير لجنة الخبراء وتحذير مجلس الأمن عن خطر المرتزقة في ليبيـا، يعكس مدة إمكانية تحول الصراع الروسي الغربي إلى البلاد، حيث يتنامى نفوذ موسكو عن طريق فاغنر ليس فقط في ليبيـا بل في المنطقة ككل.
ورأى عبد الكافي أن الروس يعرفون مدى أهمية ليبيـا على المستوى الاستراتيجي لذلك يحاولون تعزيز موقعهم فيها، ولكن من المحتمل مغادرتهم خصوصا في ظل الصراع الذي يجري الآن في أوكرانيا مع الغرب. ولفت الخبير العسكري إلى أن الاستقرار السياسي في ليبيـا مرهون بإنهاء تأثير الروس العسكري على الأرض، واستمرار تحالفهم مع حفتر وجلبهم مزيدا من المقاتلين الأفارقة والسوريين.