فرنسا وإيطاليا ومخاوف التواجد الروسي في ليبيا

انضمّت فرنسا إلى فوج دول الغرب المتخوّفة من التواجد الروسي في شرق ليبيا، وبدأت الصحف الفرنسية تكتب وتتحدث عن عواقب هذا التواجد وتأثيره على نفوذ قائد قوات الكرامة خليفة حفتر وتصوير الوجود الروسي على أنه تهديد بالغ الخطورة.

ونقلًا عن صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي نشرت تقريرًا يؤكد “أن الوجود الكبير مستقبلاً للقوات الروسية شرق ليبيا قد يشكل مشكلة لحفتر الذي طالما دافع في تصريحاته عن السيادة الوطنية وكان متردداً في قبول قاعدة بحرية روسية في ليبيا رغم ضغوط موسكو عليه”.

فرنسا لم تكن الدولة الغربية الأولى المتخوفة من التواجد الروسي في ليبيا، فقد سبقتها إيطاليا على لسان وزير الدفاع غيد كروزيتو، الذي قال إن موسكو تنقل عتادها من قواعدها السورية إلى ليبيا وأصبحت على بُعد خطوتين مننا بدلاً من أن تكون بعيدة ألف كيلومتر.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعربت عن مخاوفها بشأن احتمالية نقل القواعد العسكرية الروسية من سوريا إلى ليبيا، فبحسب التقرير الذي أعده بينوا فوكون ولارا سيلغمان ونشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” أكدا فيه أن روسيا سحبت أنظمة دفاع جوية وأسلحة متقدمة من سوريا ونقلتها إلى ليبيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وليبيين قولهم إن روسيا تسحب أنظمة دفاع جوي متقدمة وأسلحة متطورة أخرى من قواعد في سوريا وتنقلها إلى ليبيا، في وقت تحاول فيه موسكو جاهدة للحفاظ على وجود عسكري في الشرق الأوسط بعد انهيار نظام الأسد في دمشق.

وقال المسؤولون إن طائرات الشحن الروسية نقلت معدات دفاع جوي، بما في ذلك رادارات لأنظمة إس-400 وإس-300، من سوريا إلى قواعد في شرق ليبيا يسيطر عليها حليف موسكو في ليبيا المسيطر على شرق وجنوب ليبيا خليفة حفتر، ونقلت روسيا قوات وطائرات عسكرية وأسلحة من سوريا في تخفيض كبير لوجودها هناك.

السؤال المطروح في الوقت الراهن على الساحة الليبية هو ما هي دلالات وتبعات التواجد الروسي؟ وهو ما أجاب عليها الباحث السياسي والخبير في الشأن الليبي، أحمد خلدون، الذي يرى أن التواجد الروسي في ليبيا ليس بجديد وأهدافه كانت واضحة منذ اللحظة الأولى عندما قدّم الروس الدعم لقوات خليفة حفتر للسيطرة على جنوب البلاد ومحاولة اقتحام العاصمة طرابلس ذاتها بعد زحفه على مناطق شاسعة في غرب البلاد .

وأضاف خلدون أن التواجد الروسي في الوقت الراهن ينطوي على أهداف واسعة في القارة الإفريقية، فمع تزايد تهديد الجماعات الانفصالية مثل حركة أزواد وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين -المصنفة إرهابية- للدول المتحالفة مع روسيا في إفريقيا، فبدأت روسيا في نقل عتادها لتكون قواتها على بُعد خطوات من الدول الحليفة لتقديم الدعم اللوجيستي والعسكري اللازم لمجابهة هذا الخطر الذي في حال امتد سيهدد ليبيا أيضا.

واختتم خلدون قوله متسائلاً: “مَن هي الدول التي تتحدث عن خطر التواجد الأجنبي في ليبيا؟ هل هي الولايات المتحدة التي تعمل على تحريك المشهد السياسي وفق ما تشاء عن طريق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا؟ أو فرنسا التي كانت متواجدة في دول الساحل ونهبت ثروات أبناء القارة السمراء؟ أم هي إيطاليا التي قررت أن تدخل الساحة الليبية عبر شركاتها النفطية ومن تم تشكل الفيلق الأوروبي لحماية مصالحها في البلاد؟ جميعهم دول جاءت إلى البلاد منذ 2011 لتحقيق مصالحها في ليبيا “.

المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

Read Previous

الدبيبة يتابع تنفيذ مشروع تطوير طريق المطار استعدادًا لافتتاح مطار طرابلس الدولي

Read Next

سقوط الأسد ضربة لطموحات بوتين بإفريقيا.. كيف تعيد روسيا تموضعها العسكري في ليبيا؟