تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
في الأشهر الأخيرة، كسر محافظ مصرف ليبيا المركزي “الصديق الكبير” تحالفه مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية” عبد الحميد الدبيبة وأصبح بالمقابل أقرب بشكل متزايد إلى الحكومة المكلف من مجلس النواب شرق البلاد، وقبل كل شيء إلى عائلة حفتر، حسب تقرير لصحيفة أل بوست الإيطالية.
ولفتت الصحيفة في عددها أمس الأربعاء إلى أن هذا التحول كان له عواقب اقتصادية؛ فمنذ بداية عام 2024، تعاني إدارة حكومة الدبيبة من نقص حاد في الأموال، بينما على العكس من ذلك، بدأت مبالغ هائلة تتدفق إلى بنغازي، وخاصة إلى شركات أبناء حفتر، وذلك لأنه وفقًا للعديد من المراقبين، بدأ “الكبير” والبنك المركزي في تحويل الجزء الأكبر من عائدات النفط لصالح حفتر.
وأشار التقرير إلى أن تدفق هذه الأموال أعطى نفوذا اقتصاديا ودبلوماسيا كبيرا لحفتر وأبنائه، الذين بدأوا أعمال تطوير في مدينة بنغازي، وتمكنوا من تقديم أنفسهم كمركز جديد للسلطة.
ونقلت الصحيفة عن مراقبين في الشأن الليبي قولهم إن حفتر وأبناءه ، بعدما حصلوا على دعم البنك المركزي، يريدون محاولة احتلال طرابلس مرة أخرى، بعد فشلهم في 2019-2020 وأنهم يعيدون تسليح قواتهم للقيام بذلك.
ويعزز المراقبوان قولهم إنه في بداية أغسطس الجاري احتلت قوات حفتر بقيادة نجله صدام الذي عين مؤخرا رئيسا لأركان القوات البرية حقل الشرارة، علاوة على ذلك، بدأت قوات حفتر في التحرك بشكل متزايد غربًا، منتهكة وقف إطلاق النار لعام 2020.
ويضيف التقرير أنه في الآونة الأخيرة، على سبيل المثال لتأكيد هذه الفرضية صادرت السلطات الإيطالية شحنة كبيرة من الطائرات المقاتلة من دون طيار الصينية التي كانت على وشك شحنها إلى بنغازي.
ومع ذلك يرى هؤلاء المراقبون، على الأقل في الوقت الحالي، أن اندلاع حرب أهلية جديدة بعيد المنال، خاصة أنه لا تزال هناك فرقة كبيرة من القوات التركية في الجزء الغربي من البلاد، والتي أسهمت في هزيمة حفتر المرة الماضية والتي تشكل رادعًا رئيسيًا ضد أي حرب أهلية جديدة، بحسب الصحيفة الإيطالية.