تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
تقرير : المركز الأوروبي للدراسات السياسية والاستراتيجية
انتشرت في الأيام القليلة الماضية بعض المعلومات والأنباء حول تدخل ألماني مباشر بملف النفط الليبي يخفي خلفه مساعي برلين للسيطرة على هذا الملف من بوابة التعاون الاقتصادي.
فعلى الرغم من التركيز المباشر لوسائل الإعلام على دور التدخلات الخارجية في ملف الأزمة الليبية وما تسبب به من تعقيدات للأزمة، وتعميق الانقسام بين الفرقاء الليبيين، ولكن لم تذكر وسائل الإعلام دور برلين في هذا السياق، إنما كانت فرنسا وإيطاليا وواشنطن وتركيا تتصدر المشهد.
ويرجع بعض الخبراء والمراقبين السبب في ذلك، إلى حرص برلين الشديد على تقديم نفسها للعالم كدولة رائدة بالصناعات والتنمية الاقتصادية وبعيدة كل البعد عن الطموحات السياسية والنفوذ في الخارج.
مؤشرات لتدخل ألماني خفي في ملف النفط الليبي
في سياق متصل، نقلت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بعض التقارير والمعلومات، نقلاً عن شهود عيان، حول تواجد خبراء ومتخصصين ألمان في “مصفاة الزاوية” النفطية.
وبحسب المصادر، فقد غادر الوفد يوم الأربعاء 23 أكتوبر الجاري إلى السفارة الألمانية في العاصمة طرابلس لأسباب أمنية.
ونقل أحد الحسابات المتخصصة بالأخبار الليبية عبر منصة “إكس” صورة لسيارة الوفد الألماني وهي تغادر المصفاة مؤكداً وصول الوفد إلى مقر السفارة الألمانية في العاصمة طرابلس.
ويأتي ذلك في ظل الخلافات الكبيرة التي عصفت بالملف النفطي الليبي خلال الأشهر القليلة الماضية إثر أزمة المصرف المركزي الليبي وتعيين محافظ جديد له والتي شهدت تدخل عدة دول أوروبية وتركيا وواشنطن.
وبحسب بعض الخبراء والمراقبين، فإن برلين بدأت بالفعل منذ فترة وعبر مجموعات صغيرة من المتخصصين والخبراء بالتدخل والسيطرة على عمل مصافي النفط الليبية ونشاط المؤسسة الوطنية للنفط.
وتعتبر هذه التصرفات بداية لمشروع أوسع بكثير سوف يهدد نفوذ دول أخرى على الساحة الليبية.
كيف مهدت ألمانيا لتدخلها في ليبيا
في هذا السياق، أكد مراقبون أن ألمانيا وخلال السنوات القليلة الماضية استغلت عمل ونشاط العديد من المنظمات المدنية والإنسانية الألمانية في خدمة هذا الملف، و أهدافها المعلنة تطوير التعاون الاقتصادي مع أفريقيا.
وأبرز تلك المنظمات جمعية الأعمال الألمانية الأفريقية ومنتدى الأعمال الألماني الأفريقي، بالإضافة للمجلس النرويجي للاجئين الذي تدعمه برلين وتموله بملايين الدولارات، لنفس الهدف.
وأشاروا إلى أن برلين رتبت مؤتمريْ برلين عاميْ 2020 و2021 لنفس السبب ضمن خطة مدروسة، تحت غطاء الوساطة السياسية وإيجاد حل للأزمة الليبية، حيث كانت هذه المؤتمرات بمثابة تمهيد للتدخل الألماني بالملف الليبي من باب اقتصادي.
وأضافوا بأن المؤتمرَيْن لم يخرجا بأكثر من الشعارات السياسية الرنانة، التي لم تساهم أبداً في حل الأزمة الليبية وإنهاء معاناة الشعب الليبي، بل على العكس زاد انتشار المرتزقة والجماعات المسلحة، واستمر عدم الاستقرار، وتعقد الصراع وتعمّق الخلاف السياسي والعسكري بين الفرقاء الليبيين.
وأشاروا إلى أن التدخل الألماني محفوف جداً بالمخاطر لأنه سيواجه منافسة شرسة من الفرنسيين والإيطاليين والأتراك.
يشار إلى أنه شارك في مؤتمر برلين حينها كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، وألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات والجزائر والكونغو، بالإضافة إلى فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية وقتها، واللواء المتقاعد خليفة حفتر.