تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
بعد تصاعد وتيرة انتهاكات مصرف ليبيا المركزي وتعثراته الواضحة، خرج رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج عن صمته ليوضح للعلن هذه الأخطاء .. التفاصيل في سياق هذا التقرير ..
الصندوق الأسود لليبيا هكذا وصفه رئيس المجلس الرئاسي في خطابه الذي هز بقوته عرش الكبير، وكشف تعثراته وأخطاءه وانفراده بالقرارات، وتدخله في اختصاصات وزارات الوفاق والحكومة بأكملها، ما خلق تخبطا وأزمات كان المواطن البسيط في منأى عنها.
فمنذ إغلاق الحقول والموانئ النفطية في يناير الماضي، كان محافظ المركزي أداة ضيقت على المواطنين، وأثقلت كاهلهم خاصة مع انتشار وباء كورونا الذي أوقف أعمال وأشغال العديد من الأفراد، فبدأ رحلة التضييق هذه بتأخير صرف مرتبات المواطنين وعدم قبولها نهائيا لأكثر من ثلاثة أشهر، وانتهى بأن زرع خلافا شخصيا مع أقرب الوزارات لعمله، بل وصل به الأمر لأن منع إداراته بالتواصل مع وزارة المالية أثناء وضع الميزانية.
واستمر الكبير في رحلته، لتكون ثاني محطاتها إيقاف بيع النقد الأجنبي لكافة الأغراض في وقت تحتاج فيه الدولة لكل سلع الغذاء والدواء، نظرا للشح في التصدير ، وحاجة كافة دول العالم للاستيراد ، دون أن يشاور أحدا إلا نفسه ، حيث أكد السراج أنه علم بإقفال المنظومة من مواقع التواصل الاجتماعي كغيره من المواطنين .
السراج في كلمته أدان تدخل الكبير في اختصاصات وزارة المالية والاقتصاد وغيرها، مؤكدا أنه لا يقوم بعمله الأساسي على أكمل وجه ، منشغلا بأعمال لا تخصه ، ولا تمس صميم عمله ، ضاربا المثل بإهماله للسوق السوداء ، والتي ارتفعت فيها أسعار صرف الدولار حتى بادر الرئاسي بإصلاحات اقتصادية ضربت هذا الارتفاع ، والتي تضمنت فرض الرسوم وإعطاء منحة أرباب الأسر .
رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك أكد أيضا في تصريحات إعلامية متزامنة مع تصريحات السراج وجود العديد من شبهات الفساد في أروقة المركزي ، موضحا أن فتح بيع النقد الأجنبي بهذه الطريقة سيرجع الدولة إلى فساد الاعتمادات السابق ، وإلى تهريب السلع المتعمدة الذي أرهقها سابقا .
رئيس المجلس الرئاسي خرج عن صمته بعد أن تصاعدت انتهاكات وتعثرات كبير المركزي ، ليقرر كشف هذه الانتهاكات ، والأخطاء ، بعد أن وصلت إلى حد تجاوز التوقعات.