تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
بعد أن خسرت فرنسا نفوذها في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد بحلول عام 2023 نتيجة لتغيرات سياسية وعسكرية كبيرة في المنطقة، وصحوة الشعور المناهض للاستعمار، وكشف حقيقة الوجود الفرنسي الذي ادَّعى في الظاهر أنه يكافح الإرهاب، لكنه في الواقع كان يهدف إلى البقاء في مستعمراته السابقة ونهب ثرواتها.
تعود فرنسا من جديد إلى المشهد السياسي والعسكري الليبي، بحثاً عن حلمها الضائع في أراضي فزان الشاسعة والثرية بالنفط والماء والمعادن النفيسة والطاقات البديلة في الجنوب الليبي، بعد أن فقدت موطئ قدمها في مستعمراتها السابقة في دول الساحل الإفريقي بسبب سياساتها الاستعمارية التي دفعت الشعب والحكومات في الساحل الإفريقي للخروج إلى الشوارع وطرد الفرنسيين من أراضيهم شر طردة.
يأتي الحديث عن فرنسا بعدما استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية شرق ليبيا، المشير خليفة حفتر بقصر الإليزيه، في زيارة مفاجئة لم تعلن عنها باريس.
حيث تناولت المحادثات تطورات العملية السياسية في ليبيا، ولكن ما يهم فرنسا هو مصالحها العسكرية والنفطية في ليبيا، علمًا أنّ باريس لطالما تعرّضت للنقد بوصفها تلعب على الحبلين فيما تعلق بالملف الليبي، فهي من جهة تدعم وساطات الأمم المتحدة من أجل ليبيا موحدة، لكن من جهة أخرى تسعى لإيجاد موطئ قدم في الجنوب الليبي في قاعدة الويغ تمهيداً لتقسيم ليبيا.
هذا حيث استقبل النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، سفير جمهورية فرنسا لدى ليبيا مصطفى المهراج ، الذي نقل رسالة سياسية بشأن استمرار الدعم الفرنسي لجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن بلاده كعضو في مجلس الأمن حرصت على التصويت لصالح اعتماد الحكومة المعترف بها دوليا، مع دعم مشروع العمل بنظام الأقاليم الثلاثة.
يقول الباحث السياسي والخبير في الشأن الليبي، محمد حسون، أن فرنسا لها تاريخ طويل من التدخلات العسكرية في دول الساحل الافريقي بحجة مكافحة الإرهاب، لكن ما كان يحدث هو عكس ذلك تماما فقد ثبت بإن فرنسا وبعد أن فقدت مناطق نفوذها في القارة كانت وما زالت تدعم الجماعات المتمردة والإنفصالية في عدد من الدول.
ففي السودان تقدم فرنسا الدعم العسكري للقوات الدعم السريع المتمردة خلال الحرب الأهلية المندلعة بالسودان، وفي شمال مالي تقدم فرنسا الدعم لجماعة نصرة الاسلام والمسلمين وحركة الأزواد.
وبحسب الخبير فإن هذا الدعم الفرنسي الهدف منه هو التلاعب بالقيادات في المنطقة لتتمكن فرنسا العودة من جديد الى مناطق نفوذها التي خسرتها خلال الفترة الماضية تحت شعار مجابهة الإرهاب.
وأضاف حسون أن خليفة حفتر وبتعاونه مع باريس ومنحهم قاعدة الويغ الإستراتيجية، سيكون بذلك طرفا في استمرار الإنقسام وخير دليل هو الدعم الفرنسي لمشروع العودة لنظام اللأقاليم الثلاث في ليبيا، وسيتحول بذلك من رمز مجابهة الإرهاب إلى طرف في دعم المجموعات المتمردة في المنطقة بالتعاون مع فرنسا الراعي الغير رسمي لتلك المجموعات هم من أبناء في عدة دول حدودية مع ليبيا في الوقت الراهن.
تقرير: المركز الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا