العملية السياسية في محنة جديدة.. ماذا بعد إعلان باتيلي مبادرته الأخيرة ؟

تواجه العملية السياسية في ليبيـا محنة جديدة حول إجراء الانتخابات، حيث لا يزال موعدها مجهولاً، بالرغم من الجهود المبذولة من قبل العديد من الأطراف.

في الوقت الذي كان المبعوث الأممي عبد الله باتيلي يدعو فيه إلى لقاء بين القادة السياسيين، كان رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة في جولة خارجية، حيث أعلن من المغرب عن استعداده للمشاركة في أي حوار أو مفاوضات، مؤكداً ثقته في تحقيق نتائج إيجابية في أي مفاوضات تُجرى على الأراضي المغربية.

وأشار تكالة إلى أن مجلس الدولة مستعد لبدء جولات جديدة من المحادثات دون تجاوز نتائج مفاوضات بوزنيقة، معرباً عن ثقته بالمملكة المغربية كقوة دافعة للعملية السياسية في ليبيـا، مشيراً إلى توافقات ليبيـة حققتها مفاوضات بوزنيقة ولقاءات اللجنة المشتركة 6+6.

لجنة 6+6 تدعو الليبييـن إلى الوقوف صفاً واحداً

وفي سياق تسارع الأحداث دعت اللجنة المشتركة لإعداد القوانين الانتخابية 6+6 في بيان مشترك لممثليها بمجلسي النواب والدولة إلى الحوار والتوافق لقطع الطريق أمام خطة البعثة الأممية، داعية الشعب الليبـي إلى الدفاع عن القوانين الانتخابية التي أصدرها مجلس النواب مطلع أكتوبر الماضي.

وحذر الأعضاء الموقعون على البيان من إعادة فتح القوانين الانتخابية أمام أي محاولة للتعديل عليها وأن إعادة فتحها ليس له هدف إلا هدم التوافق الذي حصل وإيقاف مسيرة الانتخابات ولنعود مجدداً إلى المربع الأول.

وختم الأعضاء بيانهم بدعوة الليبييـن إلى الوقوف صفاً واحداً ضد مخططات الوصاية وفرض الإرادة الخارجية، وأن يدافعوا عن القوانين وحقهم في اختيار نوابهم وحاكم بلادهم.

القفز على عقبات الانتخابات

شكلت دعوة المبعوث الأممي إلى ليبيـا قادة البلاد إلى التوصل لحل نهائي للقضايا الخلافية العالقة، من أجل تمكين الليبييـن من إجراء الانتخابات، عقبة أخرى بسبب عدم توجيه دعوة إلى رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، الأمر الذي رفضه المجلس.

يعتقد مراقبون أن هذه المبادرة قد تفشل في تحقيق أهدافها، بسبب عدم معالجة العقبة الأساسية التي تقف في طريق إجراء الانتخابات، وهي ملف القوات الأجنبية والمرتزقة، الذي يُعد أحد أهم الملفات العالقة في ليبيـا، ولا يمكن إجراء انتخابات في ظل وجود هذه القوات.

وقد تراجع نشاط المبعوث الأممي في هذا الملف إلى حد الاختفاء، رغم أن قرارات مجلس الأمن التي فوّضته بمهامه لدعم العملية السياسية تجعل من حلحلته أهم مراحل إنجاح العملية السياسية باتجاه جمع الفرقاء على كلمة سواء في ملف الانتخابات.

وتكشف المسألة الأمنية في ملف الانتخابات أن مبادرة الطاولة الخماسية لا تعالج العقبة الأساسية، وهي وجود القوات الأجنبية والمرتزقة ، فالتوافق حول القوانين الانتخابية هو مرحلة متقدمة، ولا يمكن الوصول إليها دون حل ملف القوات الأجنبية والمرتزقة، عليه ينبغي إعادة صياغة السياق السياسي في ليبيـا، بحيث يركز على حل هذه القضية، بدلا من تجاوزها أو ترحيلها.

Read Previous

الدبيبة: اتخذنا خطوات للقضاء على الإخفاء القسري وتنظيم أوضاع السجون

Read Next

وزارة المواصلات تتابع مع الجانب الإيطالي ملف الرحلات الجوية بين البلدين وإنجاز مشروع مطار طرابلس العالمي في الوقت المحدد