تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
تُواجه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيـا تحديات جمّة في مساعيها الرامية إلى إخراج البلاد من أزمتها الممتدة منذ أكثر من عقد؛ ووسط حالة الجمود السياسي وتعدد الأطراف المتصارعة يثار تساؤل حول قدرة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني خوري، على إحداث اختراق ملموس وتحقيق تقدم حقيقي.
بداية متفائلة، لكن تحديات كبيرة
تتسم بدايات المسؤولين بالبعثة الأممية في ليبيـا عادة بالتفاؤل والأمل في تحقيق إنجازات ملموسة، إلا أن هذا التفاؤل غالباً ما يتلاشى تدريجياً مع مرور الوقت.
وفي أول ظهور لها منذ تكليفها، أكدت خوري دعمها لإجراء الانتخابات والمصالحة الوطنية، مشيرة إلى التزامها بمساندة الشعب الليبـي لتحقيق تطلعاته نحو السلام والاستقرار والديمقراطية.
ولكن تأتي رسالتها في ظل وضع سياسي معقد، حيث لا تزال الأزمة الليبيـة تراوح مكانها، على الرغم من الجهود المبذولة من قبل مختلف الأطراف السياسية.
تساؤلات حول فعالية البعثة الأممية
كشفت السنوات الثلاث عشرة الماضية عن مدى القصور في تحركات الأمم المتحدة تجاه الأزمة الليبيـة؛ إذ لم ينجح أي من المبعوثين التسعة الذين تعاقبوا على المنصب في إيجاد حل للأزمة.
ويُثير تعدد المبعوثين وعدم القدرة على تحقيق اختراقات كبيرة، تساؤلات حول غياب الفعالية وتراجع التأثير، وما إذا كانت الأمم المتحدة تفتقد للآلية التي يمكن من خلالها التعاطي مع تأزم الموقف في ليبيـا.
كما يرى البعض أن بعثة الأمم المتحدة لا تمارس أي ضغوط على أطراف الأزمة، ولا تلجأ لأي تحركات من شأنها أن تُجبر الفاعلين في ليبيـا على التجاوب مع مساعي التسوية.
هل ستنجح خوري ؟
تواجه خوري تحديات متعددة بدءًا من الانقسامات السياسية العميقة وصولاً إلى الصراعات المسلحة المستمرة، ومع ذلك يظل الأمل موجودًا في أن تتمكن من إحراز تقدم حقيقي، خاصةً مع خبرتها الواسعة في مجال حل النزاعات.
فهل ستتمكن خوري من كسر حالة الجمود السياسي في ليبيـا وتحقيق الاستقرار؟ يبقى هذا السؤال مفتوحاً، وسيكشف الوقت عن مدى قدرتها على إحداث تغيير حقيقي على الأرض.