تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
شهدت مدينة الزاوية غربي البلاد موجة احتجاجات عارمة، الخميس، للتنديد بتعرض مجموعة من الشباب الليبيين للتعذيب على يد مهاجرين أفارقة داخل مقر إحدى المجموعات المسلحة.
بداية الانتفاضة
ويظهر المقطع المسرب الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة الأفارقة يضربون شباب ليبيين ويسبونهم بأبشع الألفاظ بعد تكبيلهم، إذ اجتاح المتظاهرون شوارع المدينة بعد انتشار مقطع الفيديو، تنديدًا بانفلات الوضع الأمني وارتفاع معدلات الجريمة، رافعين شعارات ببسط الأمن في المدينة وضبط الخارجين عن القانون.
وأدت الاحتجاجات إلى غلق عددا من المؤسسات الحكومية أبرزها مقر المجلس البلدي، إضافةً إلى إغلاق ميدان الشهداء ومداخل المدينة الرئيسية والطرق الفرعية التي يلجأ إليها المواطنون، كما علقت الدراسة اليوم الخميس.
الجهة المسؤولة
وحمل المحتجون الأجهزة الأمنية تبعات الفوضى والانفلات الأمني الذي تعانيه المدينة، إذ اتجهوا إلى مديرية الأمن تنديدًا بالوضع في المدينة وأغلقوا مقرها.
من جهة أخرى، لم تصدر الحكومة ووزارة الداخلية أي موقف جراء ما يحدث الزاوية، وسط استياء الشارع من الحادثة المؤسفة التي وثقها شريط الفيديو المتداول دون معرفة خلفياتها.
في المقابل أبدى اللواء 52 مشاة بالمنطقة العسكرية الساحل الغربي جاهزيته لتنفيذ أي تعليمات أو مهام قتالية تصدر له لحماية المواطنين المدنيين بمدينة الزاوية.
وفي سياق متصل، داهمت قوة أمنية في ساعات فجر اليوم أحد أوكار الفساد والجريمة بالقرب من مقر شركة الكهرباء في الزاوية، والقبض على مجموعة من المطلوبين الفارين من العدالة والاستحواذ على أسلحة وذخائر.
وصرح النائب الأول لرئيس حكماء وأعيان مدينة الزاوية “جمعة الجيلاني” لبانوراما أن أهالي مدينة الزاوية ينتفضون اليوم ضد أوكار الفساد والمجرمين في المدينة. وأكد الجيلاني التنسيق مع قوة مكافحة الإرهاب لمداهمة أحد أوكار الجريمة بالقرب من شركة الكهرباء بالزاوية والذي كان يحتضن فيه عدد من الأفارقة، داعياً كافة الأهالي بمختلف المناطق للتكاتف والعمل يدا بيد من أجل تطهير مدينة الزاوية من كافة أوكار الفساد ومداهمتها.
مخاوف من الفراغ والفوضى
في المقابل وصف رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا “أحمد حمزة” في تصريح لبانوراما الواقع الأمني في الزاوية بالكارثي والخطير، لافتا إلى ضرورة العمل على معالجة حالة الفراغ والفوضى الأمنية القائمة وملاحقة الخارجين عن القانون، لكون المدينة باتت وكرا للإجرام والجريمة المنظمة.
وأكد حمزة، أنه بات من الضروري مراجعة أوضاع جميع الوافدين على الأراضي الليبية وخاصة المهاجرين غير النظاميين الذين يتورط نسبة كبيرة منهم في أعمال إجرامية، وانخرطوا في شبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر وتهريب الوقود والاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية والجرائم الجنائية الأخرى.
وتأتي احتجاجات الزاوية في وقت، لا تزال المدينة تعاني من انعدم الاستقرار، وترزح تحت وطأة صراع المجموعات المسلحة من حين إلى آخر، وتفشي التهريب، لطالما ظلّت المدينة على هامش أولويات الجهات المختصة.