تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
اعتُقل لساعات ثم أُعلن عن إطلاق سراحه قبل أن يُعتقل مرة أخرى ويوضع قسرا في السجون العسكرية ببنغازي دون أيّ تُهمة أو مسوغات قانونية أو مذكرة قضائية.. هكذا أسكتت آلة القمع الوحشية لحفتر أحد أبرز الأصوات المناهضة لحملة الإبادة الجماعية التي يُشرف عليها الاحتــ.لال الإسرائيـ.ـلي ضدّ المدنيين العزّل في غــ..زة، إنه الشيخ الواعظ عضو هيئة صياغة الدستور العربي الدردير.
اختُطف الدردير من بيت والده بمنطقة الأبيض في الجنوب الليبـي بعد أن داهمت مجموعة مسلحة تابعة لحفتر البيت وروّعت أفراد أسرته واقتادته إلى جهة غير معروفة، قبل أن يتبيّن لاحقا أنه رحل إلى السجون العسكرية في شرق ليبيـا حيث يتمّ إخفاء النشطاء المدنيين وكل مَن يحتمل أنه قد يعارض سياسية القمع التي تتحكم في شرقي البلاد وجنوبه.
لم يرتكب الدردير أيّ جناية قانونية قد تجيز اعتقاله فضلا عن اختطافه إلا كونه واعظا ومدافعا عن حقوق الإنسان ووحشية الجرائم البشعة التي ترتكب في الأراضي المحتــ…لة وهي تهمة لا يعتقل عليها إلا قادة الاحتـ.ـلال التي تسعى بكل قوة إلى إسكات أيّ صوت معارض لسياساتها القعمية وفرض روايتها بقوة السلاح والبطش.
لم يكترث حفتر كعادته للمطالبات المحلية والدولية بضرورة إظهار الحدّ الأدنى من الاحترام لحقوق الإنسان وحقّ المواطن الدستوري في التعبير عن رأيه في كل شؤون الحياة، حيث لم يكن الدردير أول مَن دفع فاتورة التعبير عن رفض الظلم وما يتعرّض له الأبرياء من تقتيل دون هوادة في فلسطــين المحتــ.لة.
كما هو الحال لكل مَن يبدي نوعا من الامتعاض لسياسة تصفية الخصوم المحتلمين لحفتر كما يظهر وفاة الناشط سراج دغمان في بنغازي قبل أيام قليلة من اختطاف الدردير، وقبله مئات من المدافعين عن حقوق الإنسان الذين أُخفوا قسريا في سجون حفتر شرقي البلاد على مدى سنوات دون أيّ تهم واضحة لمجرد تصريح تلفزيوني أو منشور في وسائل التواصل الاجتماعي كما حصل قبل أيام مع الشيخ علي أبوسبيحة وهو في الثمانين من عمره ولا يشكل أيّ خطر حقيقي على حفتر.
ورغم التنديد الدولي والمحلي لسياسية إسكات النشطاء بالقوة.. تشير تقارير متواترة عن حملة جديدة يشنها حفتر في مناطق سيطرته شرقي وجنوبي البلاد تستهدف النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي والمعارضين المحتملين، فيما يرى مراقبون أنها خطوة استباقية يُراد بها التغطية على نُشر حول بدء وصول مئات الجنود من الفليق الروسي فعليا إلى قواعد عسكرية في تلك المناطق ونشر الخوف في كل مَن قد يحاول معارضة نشرهم.