تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
توقفت الأرقام الرسمية عن إحصاء 4500 قتيل جراء الفيضانات التي اجتاحت درنة في سبتمبر الماضي، ولا يزال هناك أكثر من 8000 شخص في عداد المفقودين، وفي الوقت نفسه يكافح الناجون للتعامل مع الصدمة والحزن. بحسب تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود.
وقال التقرير الذي نُشر اليوم الخميس إن المنظمة الطبيّة الإنسانية الدولية المستقلة وغير الحكوميّة قدمت حتى الآن الاستشارات الطبية لأكثر من 4.480 مريضًا “أطفالًا وبالغين” في درنة، غالبيتهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم والتهابات الجهاز التنفسي العلوي وآلام المعدة، واشتكى كثيرون من الصداع وضيق الصدر وضيق التنفس وآلام الظهر والمعدة والهبات الساخنة.
وصرح الدكتور محمد إبراهيم الجبلاوي من منظمة أطباء بلا حدود: “لقد لاحظنا بسرعة أنه في كثير من الحالات، كان المرضى يعانون من أعراض نفسية أكثر منها جسدية”.
وأشار التقرير إلى أنه تم إحالة أكثر من 230 مريضاً للحصول على دعم الصحة النفسية من فريق منظمة أطباء بلا حدود خلال استشارات الصحة الأولية، على الرغم من الإحراج الذي يحيط بقضايا الصحة النفسية في المجتمع، ويقول أحد الأطباء النفسيين التابعين للمنظمة: “في درنة، الجميع يعرف بعضهم البعض، ولا يزال القدوم لرؤية طبيب نفسي أمراً محفوفاً بالحرج في كثير من الأحيان”.
ومنذ وقوع الكارثة، يقدم الأخصائيون النفسيون التابعون لمنظمة أطباء بلا حدود الدعم في مجال الصحة النفسية لنحو 1.000 مريض، وأفادوا بأن العديد من مرضاهم تظهر عليهم علامات القلق أو الميول العنيفة؛ والبعض الآخر يبكي باستمرار أو يصف مشاعر الضيق والحزن والخوف، بحسب التقرير.
وقالت أسماء عمارة، الأخصائية النفسية في المنظمة: “تعيش درنة حاليًا حالة رهيبة من الحزن والصمت، ولا يزال الناس في حالة حداد مستمر”.