تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
يحاول المبعوث الأممي إلى ليبيا “عبد الله باتيلي” يوماً بعد آخر كسر الجمود السياسي للأزمة الراهنة في البلاد من خلال تهيئة الظروف لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وهو ما أكدت عليه بعثة الأمم المتحدة، بـأنه في سياق عمله في المسار الشامل للانتخابات، سيشرك “باتيلي” قادة الأحزاب السياسية والأعيان والقيادات النسوية والشباب من جميع مناطق البلاد، إضافة إلى كبار القادة السياسيين والعسكريين في البلاد.
وهو ما لفت إليه “باتيلي” أمام مجلس الأمن في إحاطته الأخيرة منتصف أبريل الحالي، قائلاً “إن مشاركة جميع شرائح المجتمع الليبي في الانتخابات وسماع أصواتهم أمر ذو أهمية قصوى في نجاح الانتخابات”.
قطيعة لم تدم طويلاً
ومنذ استلامه مهامه في أكتوبر العام الماضي لم يلتق المبعوث الأممي “عبدالله باتيلي” المكونات الحزبية، الأمر الذي أثار حفيظة عديد من رؤساء الأحزاب والنشطاء السياسيين في البلاد، ناهيك عن عدم ذكر دورها وجهودها المبذولة في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي.
وكان رئيس حزب العدالة والبناء عماد البناني في مقابلة مع موقع العربي 21، أكد أن المؤشرات غير إيجابية لدور المبعوث الأممي عبد الله باتيلي في حل الأزمة والمطلوب منه العمل على إجراء انتخابات ناجحة يتوافق عليها الليبيون في وقت قريب جدا.
كما أشار البناني، إلى أن الأصل في دور “باتيلي” هو رعاية مسألة التوافق الأساسي لإجراء انتخابات مقبولة لدى جميع الأطراف، ولذلك عليه التواصل مع الأطراف الأكثر أهمية القادرين على إنجاح الانتخابات، والقادرين على إلزام الجميع بقبول نتائج تلك الانتخابات.
وفي مارس الماضي التقى باتيلي ممثلين عن (21) حزبًا سياسيًا في العاصمة طرابلس من مختلف الأطياف لمناقشة مبادرته لإجراء الانتخابات في 2023 ودورهم المحتمل بها.
ونشرت البعثة عن اللقاء عبر حسابها في توتير دعوة “باتيلي “الأحزاب السياسية وقادتها ومرشحيها إلى التعبئة مع مؤيديهم للدفع نحو إجراء انتخابات شاملة، مؤكداً أن الانتخابات لا تعني فقط إنجاز قوانين انتخابية بل تشمل رؤية المجتمع للمستقبل.
ضغوط ناجحة
وفي سياق متصل، نائب رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا رايزدون زينينغا يستقبل رئيس حزب العدالة والبناء عماد البناني، للاستماع إلى رؤية الحزب وتصوراته في الدفع بالحل السياسي والتقدم في المسار الانتخابي، وما ينبغي أن تتضمنه القوانين الانتخابية.
انسجاماً مع ذلك حث المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في إحاطته أمام مجلس الأمن قيادتي مجلسي النواب والأعلى للدولة على تسريع عمل لجنة (6+6) ونشر برنامج عمل اللجنة المحدد بإطار زمني لتنظيم الانتخابات هذا العام، مشدداً على ضرورة إنجاز القوانين الانتخابية في الوقت المناسب كي تشرع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في تنفيذ العملية الانتخابية بحلول يوليو المقبل.
وبينما يرفض حزب العدالة والبناء التعديل الدستوري الثالث عشر، تتسارع وتيرة عمل المبعوث الأممي الذي طرح مبادرة في نهاية فبراير الماضي تنص على وضع خارطة طريق واضحة، إضافةً إلى تهيئة المسارين الأمني والعسكري للوصول إلى الانتخابات هذا العام.