تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، تقريراً بعنوان “بنغازي مركز ليبيا الجديد للهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة” أكد أنه في 18 مايو حطت طائرة بوينج 777 تابعة لشركة الطيران الليبية “غدامس” بمطار ماناجوا عاصمة نيكاراجوا قادمة من مطار بنينا في مدينة بنغازي شرق البلاد، وعلى متنها 367 راكبا هنديا.
ووفق التقرير فإن نفس الطائرة أدت رحلة مماثلة يوم 23 من الشهر ذاته وعلى متنها 298 هنديا، مشيراً إلى أن في يومي مارس و28 فبراير تم تسجيل رحلتين دون الكشف عن تفاصيل بشأن عدد الركاب وجنسياتهم.
وباتت الرحلات على هذا الخط نحو مطار “أوجوستو ساندينو” بنيكاراجوا، فيما يبدو أحدث الخيارات البديلة لدخول المهاجرين غير الشرعيين الولايات المتحدة الأمريكية عبر حدودها الجنوبية.
ووفق المعلومات التي أوردتها “لوموند”، فإن الطائرة التي حصلت عليها الشركة الليبية في نهاية 2023، قامت قبل التوجه الى نيكاراجوا، برحلتين ذهابا وإيابا إلى مطار طشقند في أوزباكستان.
ونقلت الصحيفة عن مواقع متخصصة لمتابعة النقل الجوي، أن الطائرة لم تقم سوى بهذه المهمات منذ اقتنائها.
ونقلت الصحيفة عن جلال حرشاوي، الباحث المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن قوله “إن أخذ المهاجرين من أوزبكستان أو الهند ووعدهم بأنهم سيصلون إلى جنوب الولايات المتحدة، عبر العديد من البلدان والقارات بشكل غير نظامي، لا يمكن أن يتم إلا بفضل الشبكات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية وبتواطؤ بعض الدول”.
وتأتي الموجة الجديدة من الرحلات في أعقاب قرار للسلطات الفرنسية في ديسمبر الماضي باحتجاز طائرة تابعة لشركة “ليجند إيرلاينز” الرومانية بمطار “باريس فاتري” وعلى متنها أكثر من 300 راكب هندي، للتحقيق في وجود شبهات للاتجار بالبشر.
وكانت الطائرة قد هبطت في مدرج المطار لأسباب تقنية، في رحلتها من دبي إلى نيكاراجوا، قبل إخضاع جميع ركابها للتحقيق.
ومهد قرار سلطات نيكاراجوا عام 2021 بفتح الأبواب للمهاجرين من دول ذات صعوبات سياسية، الدخول من دون تأشيرة مقابل دفع رسوم، بقدوم الآلاف إلى البلاد عبر رحلات تجارية من دول أمريكا اللاتينية ولكن أيضا من المغرب وليبيا.
وفي إحصاءات نشرتها “لوموند” نقلا عن مركز “حوار الدول الأمريكية” ومقره واشنطن، فإن 1145 طائرة من تلك الدول حطت بمطار ماناجوا منذ مايو 2023.
وأكدت الصحيفة أن مطار بنينا بات مركزا جديدا لتهريب البشر على الطريق الذي يربط أفريقيا ومناطق في شرق آسيا، بنيكاراجوا. وأيضا طريقا بديلا للرحلات السابقة عبر تركيا منذ حظرها عبر اتفاق مع بروكسل في 2016.
ولكن الصحيفة الفرنسية أشارت أيضا إلى ثلاث رحلات مشابهة قامت بها شركة “أجنحة الشام” السورية في الفترة ذاتها هذا العام، وهي رحلة بين دمشق وبنغازي، ورحلتان بين الإمارات وأمريكا الوسطى.
ولا تستبعد الصحيفة في تقريرها تورط “جماعة فاغنر” الروسية في المنطقة. ونقلت في وقت سابق عن متحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزارة “تشعر بالقلق إزاء أنشطة فاغنر المدعومة من روسيا في القارة، والتي تؤجج الصراعات وتشجع الهجرة غير النظامية”.
وكانت واشنطن قد حثت دول العبور جنوب القارة لفرض التأشيرة على الدول المصدرة للمهاجرين كما أصدرت عقوبات ضد شركات الطيران المتعاونة في تسهيل نقل المهاجرين عبر الرحلات المستأجرة.
ومن المتوقع أن يتصدر هذا التدفق اللافت النقاشات العلنية في واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر من هذا العام.
اكتب إلى النشر النهائي لمنصة بانوراما