لماذا تجاهلت خارطة طريق المحكمة الجنائية الدولية جرائم مقابر ترهونة الجماعية ؟

على الرغم من التحقيقات التي أجراها فريق المحكمة الجنائية الدولية والزيارات التي قام بها إلى ترهونة بمَن فيهم المدعي العام للمحكمة كريم خان وتعهده بتحقيق العدالة للضحايا.. إلا أن خارطة الطريق التي قدمها خان لمجلس الأمن لم تتضمن إشارات واضحة حول الإجراءات التنفيذية التي ستتخذها المحكمة، ولا ما توصلت إليه من نتائج وتحديد هوية الجناة في ارتكاب جرائم ترهونة أو الشروع في إصدار مذكرات اعتقال بحقهم.

استغراب مندوب ليبيـا

عدم التطرق بشكل عميق لملف مقابر ترهونة الجماعية دفع مندب ليبيـا لدى الأمم المتحدة طاهر السني إلى طرح تساؤلات وأبدى استغرابه عن إغفال التقرير لهذا الملف الشائك الذي يعتبر من أبرز الجرائم الجنائية التي ارتكبت في تاريخ ليبيـا الحديث، بانتظار تحقيق العدالة للضحايا التي وعد بها خان أهالي الضحايا عندما جلس معهم واطلع على الآثار الإنسانية الجسيمة التي يعانونها.

في حين تطرق التقرير إلى قضايا أقل شأنا من ملف المقابر الجماعية التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء على يد مليشيا الكانيات المدعومة من حفتر أثناء هجومه على العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل من عام 2019 .

وأبدى السني في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي تعليقا على تقرير المحكمة استغرابه الشديد من عدم صدور مذكرات قبض حتى الآن ضد المتهمين بارتكاب جرائم ترهونة على الرغم من أن المدعي العام للمحكمة كريم خان أبدى حريصه على ذلك، وعمله مع السلطات الليبيـة بشأن الوصول إلى معلومات عن الانتهاكات ومحاسبة المتورطين بينهم أسماء مطلوبة لدى مكتب النائب العام فروا إلى خارج البلاد واطلع عليها خان خلال زيارته إلى ليبيـا.

تساؤلات مشروعة

وهي تساؤلات إذ لا تتصور أن ينشر أي تقرير مرتبط بحقوق الإنسان لا يشير بوضوح إلى فظاعة الجرائم التي ارتكتبها مليشيا الكاني في ترهونة بشكل وحشي بحق مدنيين أبرياء بينهم شيوخ ونساء وأطفال وعائلات بأكملها تحت غطاء وشريعة حفتر على مدى أكثر من عام ونيف من عدوانه على طرابلس.

البعد السياسي

على الرغم من كون ملف المقابر الجماعية جنائيا بحثا إلا أن البعد السياسي للملف قد يكون عاملا سلبيا يعيق الوصول إلى الجناة الحقيقيين في الجرائم بما في ذلك تجاهل حفتر الذي ما كان ليحدث ما حدث دون إعطاء الضوء الأخضر منه، حيث ضم مليشيا الكاني بقرار رسمي إلى قواته تحت اسم اللواء التاسع وأوكل لها مهمة التعامل مع الخصوم المفترضين والمعارضين لعدوانه على العاصمة، وشجع هذه المليشيا على تصفية عائلات بأكملها بسبب علاقة نسب تربطهم ببعض المعارضين لحفتر وهجومه على طرابلس.

مصداقية المحكمة

أبعد من ذلك يثير اختفاء ملف مقابر ترهونة تساؤلات أخرى عن مصداقية المحكمة الجنئاية الدولية وما يثار من اتهامات تكال لها حول ازدواجية المعايير وإغفال قضايا مهمة مثل ملف جرائم المقابر الجماعية الذي اختفى بشكل غير مبرر من تقارير المحكمة، كما جرى في التحقيقات المتعلقلة بجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبتها آلة الموت الصــ..هيونية في غــ..زة.

Read Previous

الدبيبة يبحث مع المفوضة الأوروبية للمواصلات رفع الحظر عن الطيران الليبـي

Read Next

ليبيا تواجه عجزاً في الغاز عام 2025