لقاء الطرابلسي وصدام.. مؤشرات على تقارب أم مجرد حسابات سياسية؟

شهد معرض “ساها إكسبو 2024” الدولي للدفاع في إسطنبول لقاءً غير متوقع جمع وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي وصدام حفتر، ما أثار تساؤلات حول طبيعة هذا التقارب المفاجئ بين طرفي الصراع في ليبيا.

يبدو أن هذا اللقاء يأتي في سياق التحركات الدبلوماسية والإقليمية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، ويمكن أن يكون الطرفان قد وجدا في هذا اللقاء فرصة لاستكشاف سبل التعاون والوصول إلى حلول سياسية للأزمة.

من الناحية الأمنية والعسكرية، يحمل هذا اللقاء أبعاداً هامة، خاصة وأن الطرابلسي وصدام يتوليان منصبَيْن قياديين في المؤسسة الأمنية بطرفي الصراع، ويمكن أن يشكل هذا اللقاء بداية لحوار أمني أوسع بين الطرفين، بهدف لتوحيد المؤسستين العسكرية والأمنية في ليبيا.

وتعتبر تركيا من أبرز اللاعبين في هذا السياق، حيث تلعب دوراً محورياً في التقريب بين الطرفين الليبيين، ويمكن أن تكون تسعى إلى تعزيز نفوذها في ليبيا وتحقيق توازن بين مختلف القوى الفاعلة فيها.

ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التحديات التي ما زالت قائمة في ليبيا، ويتطلب بناء الثقة بين الأطراف المختلفة جهودًا طويلة الأمد وترتيبات معقدة، وتبقى الإشكالية حول ما إذا كان هذا اللقاء يشكل بداية لانفراج في الأزمة الليبية، أم أنه مجرد محاولة لتهدئة الأوضاع مؤقتاً.

في النهاية، يعتبر الوضع في ليبيا معقدًا، حيث تتداخل المصالح المحلية والدولية، ما يجعل من الصعب التنبؤ بمسارات الأحداث المستقبلية، ويتطلب الأمر متابعة مستمرة للتطورات على الساحة الليبية لتحديد مدى فعالية هذا اللقاء في تحقيق التقارب بين الطرفين.

Read Previous

المنفي يبحث مع وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الاستعدادات للاستفتاء الوطني

Read Next

ليبيا تدين الهجوم على مقر شركة توساش التركية وتؤكد تضامنها الكامل مع أنقرة