تبون: كنا على استعداد للتدخل بصفة أو بأخرى لمنع سقوط طرابلس
بعد مرور أقلّ من 3 أشهر؛ خليفة حفتر يفاجئ أعضاء رابطة ضحايا ترهونة برعايته لملتقى يحمل اسم ” ملتقى أبناء قبائل ترهونة المهجّرين بالمنطقتيْن الشرقية والوسطى”؛ وتكليف “صالح الفاندي” رئيس المجلس الأعلى لمشائخ وأعيان ترهونة إبّان سيطرة الكاني على المدينة بمنصب رئاسة المجلس الاجتماعي لترهونة؛ في أعقاب لقاء جمعهم به في شهر ديسمبر الماضي بمنطقة الرّجمة شرق مدينة بنغازي.
خيبة أمل
خاب ظنّ أعضاء رابطة ضحايا ترهونة بحفتر الذي وعدهم بتسليم المطلوبين للعدالة؛ حيث قال عضو الرابطة (مصعب أبوكليش) في حديثه مع منصّة ليبيـا بانوراما: ” قبل شهريْن أعطينا أوامر القبض الصّادرة من النائب العام بحقّ مجرمي الكاني وأعوانهم من أجل تسليمهم للعدالة؛ واليوم نتفاجأ بتشكيل مجلس حكماء وأعيان للفارّين من العدالة بدعم من خليفة حفتر”.
وكان أهالي الضّحايا وأولياء الدّم بمدينة ترهونة قد تبرؤوا في بيان لهم من أعضاء الرابطة الذين التقوا “حفتر” في الرّجمة واعتبروه بمثابة تقديم ورقة غفران له وتبرأته من دعمه لمليشيا “الكاني” التي عاثت بأرض ترهونة فسادًا؛ وقامت بخطف وقتل وتهجير أبناء المدينة عن طريق رفع الغطاء الاجتماعي عليهم من قبل متصدّري المشهد اجتماعيا؛ بتهمة وقوفهم ضدّ سياسات “الكاني” آنذاك.
القصاص أولا:
أول ردّ رسمي صدر عن أبناء ترهونة من أهالي ضحايا “الكاني” الرّافضين لسياسات “رابطة ضحايا ترهونة”؛ وجاء في البيان التي تحصّلت منصّة ليبيـا بانوراما على نسخة منه ” أن المجتمعين بمدينة سرت لا يمثلون ترهونة؛ وأنه لن يكون هناك جلوس أو حوار إلا بعد تقديم مجرمي الكاني وأعوانهم إلى العدالة وتطبيق القصاص عليهم”.
وبمثابة اعتذار واعتراف بالخطأ السابق؛ أصدرت رابطة ضحايا ترهونة بيانا مماثلا أكّدت فيه أن الجرائم الجنائية لن تسقط بالتقادم ولن تُمحى من ذاكرة الضّحايا ولا يمكن بأيّ شكل من الأشكال إبرام صفقات لتبرئة متّهم أو تسهيل فراره من العدالة مهما علا منصبه”.
صفقة اجتماعية
وصرّح رئيس مجلس حكماء وأعيان ترهونة “سليمان التواتي” لبانوراما أن ما يُدار ما هو إلا صفقة اجتماعية، في محاولة لإعادة رموز “الكانيات” إلى المدينة تحت مُسمّى “المصالحة الوطنية”، مؤكدًا أن أهالي ضحايا ترهونة لن يقبلوا إلا بتحقيق العدالة الانتقالية وتطبيق القصاص ليكونوا عبرة لكلّ مَن أجرم في حقّ الليبييـن.
ويدور الحديث في الشارع الترهوني بأن هناك محاولات من الفارّين إلى المنطقة الشّرقية للعودة من جديد إلى مدينة ترهونة بعدّة صفقات اجتماعية وسياسية وهو ما يرفضه أهالي ضحايا المدينة وأولياء الدّم.
وكان أهالي مدينة ترهونة قد عبّروا عن رفضهم لملتقى المصالحة الوطنية الذي يرعاه عضو المجلس الرئاسي عبد الله اللاّفي لعدم وجود ضمانات حقيقة لمحاسبة المتورّطين في مجزرة المقابر الجماعية.